للأردن حرمة وقدسية في الكتب السماوية المقدسة لا يخطئها من يتتبع أثر ذلك في هذه الكتب، بالإضافة إلى ذلك فقد كان إهتمام كبير بالأردن من قبل الرحالة والجغرافيين والمسلمين.وهذا الزخم في الإهتمام لا يمكن أن يأتي من فراغ أو إلى فراغ ودون سبب، ولا يمكن له أن يأخذ موقعه لولا أن موقع...
للأردن حرمة وقدسية في الكتب السماوية المقدسة لا يخطئها من يتتبع أثر ذلك في هذه الكتب، بالإضافة إلى ذلك فقد كان إهتمام كبير بالأردن من قبل الرحالة والجغرافيين والمسلمين. وهذا الزخم في الإهتمام لا يمكن أن يأتي من فراغ أو إلى فراغ ودون سبب، ولا يمكن له أن يأخذ موقعه لولا أن موقع الأردن مهم أصلاً في مواضيع البحث، والدين والجغرافيا والسياسة والإجتماع، والقوافل والحروب والسلم والوئام والخصام والعقيدة، والأردن إلى هذا عند أبنائه وطن له مهابته وحرمته الدينية والتاريخية والروحية، وجذوره العريقة العميقة وأنه موجود اسماً وجسماً ورسماً وشعباً منذ وجد التدوين الديني (الديني) ومنذ ان وجد التدوين التاريخي، وأنه بقي كياناً وطنياً واحداً، وأن تعاقبت عليه كيانات سياسية مختلفة ومتنوعة ومتعددة.
وقد أدى هذا الفارق بالنظرة والفكر إلى صراع خفي، تطور إلى علني في كثير من الحالات، بين المدرسة التي تنكر الأردن وجوداً وتاريخاً وسياسة وهوية وثقافة وكياناً وطنياً، وتلك التي ترفض هذا الإنكار، وإذا أراد هؤلاء ان يتحدثوا عن الأردن تحدثوا عن كيان سياسي نشأ حديثاً ويهملون ويرفضون الكيان الوطني الذي هو الدعاء الأساس القديم القائم للكيان السياسي.
وفي خضم هذا التناحر والتنافر بين من يتقاضى عن الكيان الوطني ويتحدث عن السياسي، وبين من يؤمن بالكيان الوطني وعاءً وأساساً وتأسيساً، ومن لا يؤمن به، ويتزلف للكيان السياسي، رأى المؤلف الإتجاه إلى تأليف كتابه هذا ليبين ما هي الحقيقة من كتب التاريخ الموثقة عندما لم يكن وجود لهؤلاء المنظرين الحديثيين وجود أو جذور، وماذا عما كتبه التاريخ من قبل وعن رأيه والكتب المقدسة والكتّاب الحياديين؟.