يكاد الكتاب العرب ومؤرخوهم ينقسمون فريقين حين يدرسون الفترة العثمانية، فمنهم من حمل على الأتراك والسلطة العثمانية حملة شعواء، فجردهم من كل فضيلة، ومنهم من رأى أنهم يجمعهم والعرب الإسلام والأخوة الإسلامية، والخلافة. أما الدراسة الموضوعية المعتمدة على ذكر الحقائق وتأريخها...
يكاد الكتاب العرب ومؤرخوهم ينقسمون فريقين حين يدرسون الفترة العثمانية، فمنهم من حمل على الأتراك والسلطة العثمانية حملة شعواء، فجردهم من كل فضيلة، ومنهم من رأى أنهم يجمعهم والعرب الإسلام والأخوة الإسلامية، والخلافة. أما الدراسة الموضوعية المعتمدة على ذكر الحقائق وتأريخها بعيداً عن العواطف فقلما نجد من ألف كتاباً يمتاز بهذه الميزة. مؤلف هذا الكتاب تركي الأصل هو إسماعيل حقي جارشلي الحائز على رتبة أستاذ كرسي في التاريخ العثماني، وله مؤلفات كثيرة في اختصاه امتازت بأصالة الفكر والاعتدال، إذ تناول فيه أشراف الحجاز أثناء دراسته لأمراء مكة المكرمة، وتناول طريقة الحكم فيها، وكان في ذلك مؤرخاً بارعاً لم ينس حادثة أو واقعة تاريخية إلا أتى بها كما وقعت معتمداً على الوثائق الرسمية. ويمتاز الكتاب إضافة لما ذكرنا بأربعة جداول بأسماء أشراف وأمراء مكة المكرمة تزيد الكتاب قيمة، والكتاب أخيراً درة ثمينة في موضوعه، وهذا ما دفعنا إلى وضعه بين يديك أخي القارئ العربي الكريم.