كان لإنشاء المجمع العلمي العراقي دواع عديدة متوافرة، منها طبيعة النهضة العلمية والتاريخية واللغوية والأدبية في وادي الرافدين، كما اقتضت طبيعة ذلك أيضاً بإنشاء المجامع العلمية في أقطار الوطن العربي وكلها تهدف إلى تقرير الحقائق في العلوم والآداب والفنون، كما تعني بتوجيه...
كان لإنشاء المجمع العلمي العراقي دواع عديدة متوافرة، منها طبيعة النهضة العلمية والتاريخية واللغوية والأدبية في وادي الرافدين، كما اقتضت طبيعة ذلك أيضاً بإنشاء المجامع العلمية في أقطار الوطن العربي وكلها تهدف إلى تقرير الحقائق في العلوم والآداب والفنون، كما تعني بتوجيه حركة التأليف والترجمة والنشر في تراث أمتنا الأصيل مستعينة على بلوغ أهدافها ومقاصدها بكبار المؤلفين والباحثين والمحققين أينما وجدوا للوصول إلى غاياتها وأهدافها العلمية والفكرية والأدبية، ولئن جاءت نشأة المجمع العلمي العراقي متأخرة عن بقية المجامع العلمية العربية كسوريا ومصر، فإننا نرجو أن يكون له من بواعث النهضة في العراق وإعانة المخلصين إياه على استكمال رسالته ومؤازرة الطيبين ما ييسر له اللحاق بطريقة العلم والتقدم ويمكنه من التعاون وإياهم بما تطمح إليه الأمة العربية والإسلامية في هذا المجال بمواكبة التطور العالمي واللحاق بركب الحضارة الإنسانية والحفاظ على لغة القرآن الكريم والتراث العربي والإسلامي لتأخذ هذه الأمة العظيمة مكانها الطبيعي بين الأمم الأخرى. وقد وجدت من الواجب علي أن أفي بدين استحق لهؤلاء الرجال الإعلام بذمتي فقد واكبتهم واستمتعت بجلساتهم وأحاديثهم، وأفدت من علمهم الثر وصداقتهم الحميمة لفترة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً حمد في امتحانها دوام الصفاء والوفاء قضيتها بينهم أميناً ومديراً لمكتبة المجمع العلمي العراقي، كنت أتحدث إليهم واستفزهم فيبيحون بسرائهم العلمية والتاريخية والأدبية وسيرهم الذاتية. إن هذا الكتاب الذي أقدمه إليك عزيزي القارئ هو خلاصة عمل لأكثر من ثلاثين عاماً، ضم بين دفتيه تراجمهم ومناصبهم التي تسنموها وجزء غير يسير من أعمالهم وأبحاثهم العلمية.