تربط الغرب والشرق العربي علاقات قديمة امتدت على مر العصور. فمنذ أن شرع الإنسان في التنقل والترحال وركب البحر، شرع في الإتصال بغيره من الأمم والشعوب والحضارات. واتخذ الإتصال بين الغرب والشرق العربي أشكالاً متعددة منها ما هو تجاري ومنها ما هو سياسي وعسكري ومنها ما هو إنشاني...
تربط الغرب والشرق العربي علاقات قديمة امتدت على مر العصور. فمنذ أن شرع الإنسان في التنقل والترحال وركب البحر، شرع في الإتصال بغيره من الأمم والشعوب والحضارات. واتخذ الإتصال بين الغرب والشرق العربي أشكالاً متعددة منها ما هو تجاري ومنها ما هو سياسي وعسكري ومنها ما هو إنشاني وثقافي. وقد ساهم القرب الجغرافي بينهما في تطور ذلك الإتصال واستمراره عبر التاريخ. وهذا يعد أحد أهم أسباب اهتمام الغرب في دراسة الشرق العربي في شتى مجالات الحياة. ويبرز هذا الإهتمام من خلال العدد الكبير للمؤلفات والترجمات التي نشرت باللغة الفرنسية عن العالم العربي، حيث تعتبر فرنسا من أوائل الدول الغربية التي اهتمت بدراسة المجتمعات الشرقية منذ نهاية عصر النهضة الأوروبية وحتى يومنا هذا. وعلى الرغم من ذلك، فإن المكتبات ومراكز البحث، لا سيما العربية، تفتقد توثيق هذا الكم الكبير من الكتب والدراسات المنشورة باللغة الفرنسية. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب: (الببليوغرافيا الفرنسية عن المشرق العربي). إنها تطرح أمام القرّاء، والباحثين، والمكتبات، ومراكز البحث العلمي أغلب ما نُشر باللغة الفرنسية عن المشرق العربي في خطوة ليست هي الأولى لما نُشر من ببليوغرافيات مختصرة أو متخصصة، ولكنها السبّاقة في كونها تُعَدّ أشمل ببليوغرافيا نُشرت حتى الآن عن المشرق العربي. وشموليتها تأتي، من ناحية، في كونها لم تقتصر على فترة زمنية محددة بل تغطي كل المراحل التاريخية منذ أقدم الكتابات اليونانية والرومانية المترجمة إلى الفرنسية وحتى آخر الإصدارات في النصف الأول من 2012م. ومن ناحية أخرى، في كونها تشتمل مختلف مجالات المعرفة. وقد تم تبويبها بطريقة دقيقة تسهّل على الباحث الوصول إلى المصدر المطلوب. ولقد تمّ جمع هذه العناوين وتبويبها ومن ثم ترجمتها إلى اللغة العربية ليتسنى للباحث والقارىء الحصول على المصادر التي يبحث عنها في كل المجالات. وتتكون هذه الببليوغرافيا من ستة عشر فصلاً يحتوي على ما يقارب 3900 عنواناً باللغة الفرنسية ينقسم كل فصل في أغلب الأحيان إلى تقسيمات داخلية أكثر دقة.