إن مفهوم المجتمع المدني الذي لا يتصادم مع قوانين الدولة – الأمة نقطة مستترة ولكن جوهرية في أطروحة المؤلف راشد الجاسم. بأسلوب حذق أعاد الكاتب سرد مبادرات أهل البحرين من النخب والحراك الشعبوي كقصة "شعب" عربي عرف أن السياسة فن "الممكن" وليس فن "المستحيل". تاريخ الممكنات إذاً!...
إن مفهوم المجتمع المدني الذي لا يتصادم مع قوانين الدولة – الأمة نقطة مستترة ولكن جوهرية في أطروحة المؤلف راشد الجاسم. بأسلوب حذق أعاد الكاتب سرد مبادرات أهل البحرين من النخب والحراك الشعبوي كقصة "شعب" عربي عرف أن السياسة فن "الممكن" وليس فن "المستحيل". تاريخ الممكنات إذاً! فهذا شعب أحال مساحات الحراك المتاحة، بغض النظر عن محدوديتها، إلى ميادين عمل رحيبة. الكتاب يتطرق إلى أهل البحرين في حقبة البرتغاليين وزمن الخلافة العثمانية وحياة الخضوع للإستعمار البريطاني ومن ثم مرحلة إنتهاء الخلافة الإسلامية وأخيراً انطلاق زمن سياديات الأقطار المتجزأة أو ما يعرف بـ : الدولة – الأمة. تقلبات بين حقب وأزمنة وصراعات وتحولات ظروف أوقعت المجتمعات في فجوة من الفراغات والمفارقات. تحديات كبيرة واجهها أهل البحرين. الكتاب إقتنص من بين مجريات الأحداث مواقف محددة ليبرز من خلالها معدن هذا الشعب العربي الأصيل الذي تحرك بصدق نواياه فلامس بصفاء جوهره كل العمق العربي والإسلامي. يتكون الكتاب من تسعة أبواب انطلق أولاها ليتحدث عن دور علماء البحرين محلياً ومن ثم في منطقة الإحساء، وعربستان، والحجاز، والهند، وموريتانيا، وختم الباب في العراق. الباب الثاني بحث عن علاقات البحرين بجزيرة العرب. فتحدث الكتاب عن علاقات أهل البحرين مع اليمنيين، ثم مع العمانيين، ثم مع الإمارتيين، ثم مع العراقيين. الباب الثالث بحث عن علاقات أهل البحرين مع مصر والسودان. وتطرق إلى الشأن الثقافي السياسي البحريني – المصري، ومن ثم حصد أهم مساهمات أهل البحرين مع قضايا السودان. الباب الرابع بحث عن علاقات أهل البحرين مع أهل فلسطين. لتطرق الباحث في هذا الباب إلى نوعية العلاقات التي جمعت الشعبين الكريمين في حقبة ما قبل النكبة. ثم استفاض في رصد شتى أنواع التفاعل مع الفلسطينيين في زمن ما بعد النكبة. الباب الخامس بحث عن علاقات أهل البحرين مع بلاد الشام. فكان نصيب الأردن، وسوريا طاغياً في هذا الباب. خصوصاً في قضايا التحرر والإستقلال والتعليم والثقافة. الباب السادس بحث عن مناصرة أهل البحرين لقضايا الدولة العثمانية والأحواز وبلوشستان. الباب السابع تخصص في رصد دعم أهل البحرين لدول المغرب العربي. انطلق الباب بالحديث عن مساندة أهل البحرين للشعب الليبي المتحرر من الإستعمار الإيطالي، ومن ثم عن علاقات الشعبين البحريني – المغربي، وبعد ذلك عرج على تونس وختم الباب في دينامكية العلاقة البحرينية الجزائرية. الباب الثامن جعل من شرق افريقيا شغله الشغل. فرصد الباحث الأستاذ راشد علاقات أهل البحرين مع الزنجباريين، وبعد ذلك ختم الباب أهدافه بعرض مساهمات أهل البحرين مع إخوتهم من أهل أراتريا. الباب التاسع جمع كم هائل لشتى المشاريع الوحدوية والمواقف الإنسانية التي كان لأهل البحرين دور ريادياً فيها. انطلق الباب بسرد وتحليل معلومات نادرة عن دور النخبة البحرينية في إنشاء مؤتمر إسلامي ونادي تعارف بمكة المكرمة، ودورهم في تأسيس الوحدة العربية والوحدة الخليجية. وتطرق الباب إلى لقاءات ضمت أهل البحرين مع زعماء الهند، ومع الملك عبد العزيز آل سعود، ومع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ومع الرئيس الغاني كوامي نكروما، ومع رياض طه (نقيب الصحافة اللبناني)، ومع إتحاد المحأمين العرب.