موضوع هذا الكتاب هو التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق، وما أثاره من مشاكل سياسية وإدارية واجتماعية تخطت حدود العراق إلى المحافل الدولية وقطاعات في الرأي العام الأوروبي، كما استأثرت باهتمام دولة العراق منذ تأسيسها في عشرينيات هذا القرن العشرين وحتى الانفجار...
موضوع هذا الكتاب هو التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق، وما أثاره من مشاكل سياسية وإدارية واجتماعية تخطت حدود العراق إلى المحافل الدولية وقطاعات في الرأي العام الأوروبي، كما استأثرت باهتمام دولة العراق منذ تأسيسها في عشرينيات هذا القرن العشرين وحتى الانفجار المأساوي الدامي في صيف عام 1933. ورغم قدم الموضوع ومضي أكثر من نصف قرن على أحداثه، فإن مبرر إعادة البحث فيه ليس التذكير أو التعريف فحسب، بل لأن الحدث الآثوري كان بأسبابه ودوافعه وبسير أحداثه ونتائجها، وعلى المدى القصير والبعيد، أول وأخطر صدع في الكيان السياسي العراقي الناشئ وقت ذاك، ثم ظلت الصدوع والحروف تتوالى وتتسع حتى عام 1999، حيث بلغت ذروتها ومداها فبلغ السيل الربى ما تسع الخرق على الراقع. ولهذا السبب فقد خرج البحث عن كونه تاريخاً لحدث عابر إلى كونه تشخيصاً تاريخياً للأعراض الأولى للعلل السياسية والعسكرية التي نفذت جراثيمها إلى الجسم العراقي وبدأت تنخر فيه وتفتك به. ومن هذا المنطلق يصح أن يكون هذا البحث "قراءة جديدة" للأحداث لا تكتفي بظواهرها فقط بل تتعداها إلى سبر الأعماق لتبين أسبابها ودوافعها ومن ثم لتستقرئ أثارها على العمل السياسي والعسكري في العراق.