لم يحتل الموضوع التركماني في العراق مكانته اللائقة من الاهتمام العربي والدولي رغم أن هذه المجموعة القومية المتمسكة بعراقيتها وبشعور المواطنة قد أفرزت العديد من الأدباء والمثقفين الذين لم يقتصروا على إغناء الحركة الأدبية التركمانية فحسب بل تعدوها إلى الإسهام في الحركة...
لم يحتل الموضوع التركماني في العراق مكانته اللائقة من الاهتمام العربي والدولي رغم أن هذه المجموعة القومية المتمسكة بعراقيتها وبشعور المواطنة قد أفرزت العديد من الأدباء والمثقفين الذين لم يقتصروا على إغناء الحركة الأدبية التركمانية فحسب بل تعدوها إلى الإسهام في الحركة الفكرية العربية العراقية. وقد شكل هذا الكتاب لبنة واضحة من البناء الفكري التركماني وأطلق النداء المتجرد إلى أبناء القوميات العراقية المتآخية وأبناء الوطن العربي للخوض في غمار المسألة التركمانية العراقية بشتى وجوهها. لقد كان هذا الكتاب إسهاماً واضحاً في ردم الهوة الفكرية الناتجة عن الامتناع عن تسليط الضوء على موضوع هام يتعلق بالمواطنين التركمان في العراق، ودعوة متميزة إلى القارئ العربي والأجنبي بموضوعية وتجرد. لقد حاز الكتاب في طبعته الأولى على اهتمام واسع من قبل القراء الذين وجدوا فيه أسلوباً متميزاً من الموضوعية وتحكيم المنطق فقد شكل لبنة أساسية للمواطنين التركمان للتعرف على الأسس الموضوعية لسرد قضيتهم العادلة ومرآة تعكس التوجه الحضاري لنضالهم السياسي. وقد أفرز تحرير العراق وقائع جديدة منها تمكن الكثير من المثقفين والمغتربين التركمان الرجوع إلى أرض الوطن والوصول إلى منابع الثقافة التركمانية بما في ذلك الوثائق والمخطوطات والمصادر الغنية. وقد تمكن الكاتب بفضل ذلك من الحصول على إضافات مهمة أغنت الطبعة الثانية من الكتاب لتكتمل الصورة التي حاول عكسها عن النضال السياسي لتركمان العراق بأبعاده الحضارية المختلفة.