تبحث هذه الدراسة في جانب من الحديث النبوي له بتاريخ العربية ودراساتها اللغوية والنحوية صلة وثقى وأثر بعيد، وهو بيان موقع الحديث في تلك الدراسات وموقفها منه خلال العصور، من أول ظهوره وظهورها إلى يومنا هذا. وبشكل عام يقوم هذا البحث على ثلاثة أبواب: الباب الأول: (أثر الحديث في...
تبحث هذه الدراسة في جانب من الحديث النبوي له بتاريخ العربية ودراساتها اللغوية والنحوية صلة وثقى وأثر بعيد، وهو بيان موقع الحديث في تلك الدراسات وموقفها منه خلال العصور، من أول ظهوره وظهورها إلى يومنا هذا. وبشكل عام يقوم هذا البحث على ثلاثة أبواب: الباب الأول: (أثر الحديث في حياة العربية) مهدت له بما يحتاج إليه من مدخل مناسب عن طبيعة العربية وأطوارها التأريخية، يليه فصلان هما عماد الباب ومادته: الأول: أثر الحديث في حفظ العربية، وبه قصد إلى تبيان دور الحديث في الحفاظ على اللهجات العربية وغريب الألفاظ من السقوط والاندثار عبر الأزمان والبلدان. الثاني: أثر الحديث في إغناء العربية، وفيه إيضاح لما قدم الحديث النبوي للغة العربية من ألفاظ جديدة سواء بالنقل المعنوي والتطور الدلالي، أو بالابتكار والارتجال، ثم ما قدم من تراكيب عالية لم يسبق إليها باعتراف العرب جميعاً، وبيان رفيع صار يحتذي في أوساط الكتاب والأدباء والبلغاء. الباب الثاني: (أثر الحديث في رواية العربية) كان التمهيد له عن سير رواية اللغة منذ نشأتها بعيد ظهور الإسلام... حتى دخولها عصر الاستقلال، ثم جعلت الباب فصلين: الأول: أثر الحديث في توثيق الراوي اللغوي، عرض فيه لانتقال الإسناد من الحديث إلى اللغة، وما استتبع ذلك من انتقال قواعد واسعة من علم رجال الحديث وعلم الجرح والتعديل إلى ميدان الرواية اللغوية، وكذلك انتقال وظائف المحدثين وطرائق التحمل والأداء... الثاني: أثر الحديث في توثيق المروي اللغوي- وفيه بيان عن اقتداء أهل اللغة بأهل الحديث في منهج جمع اللعة، وتقسيم المجموع إلى درجات وفق مصطلح الحديث، ثم ما أخذه اللغويون من قوانين الترجيح بين الروايات المختلفة عند أهل الحديث... ثم توقف وقفة غير قصيرة عند أثر الحديث في تدوين اللغة، وصور ذلك التدوين وهي ثلاث: بناء المعجم العربي، ومناهج التصنيف، وتحقيق النصوص. الباب الثالث: (حجية الحديث في أصول العربية): وقد مهد له بفكرة عامة عن مصادر الدراسات اللغوية والنحوية عند العرب وما اتسمت به مواقف بعض النحاة وأئمتهم من اضطراب وقصور أزاء القراءات والشعر. ثم كان الفصلان: الأول: الاحتجاج بالحديث خلال العصور: ويشمل البحث في استجلاء حقيقة موقف المتقدمين من اللغويين والنحاة، وكذلك المتأخرين منهم في مسألة حجية الحديث في الدرس اللغوي والنحوي وسائر فروع العربية ومدى احتجاجهم الفعلي بالحديث. الثاني: دعوى منع الاحتجاج بالحديث: عرض فيه لتأريخ ظهور هذه الدعوى ومنشئها وما جاء به المانعون وعلى رأسهم ابن الضائع وأبو حيان الأندلسيان اللذان وقفا لابن مالك وقفة المخاصمة في الموضوع. وقد وقف المؤلف على حجج ذلك الرفض ودخلت في كثير من المناقشة والترجيح خالصاً إلى نقض هذه الدعوى وإبطال القول بها.