تشكل الفترة التاريخية ما بين سنتي 1939-1945، نقطة تحول مهمة في تاريخ شعوب العالم، لا سيما تلك التي كانت تعاني من الظلم والاضطهاد على يد الحكومات الرجعية والاستعمارية، ومنها الشعب الكوردي، نظراً لما شهدته تلك الفترة من وقوع أحداث خطيرة ومهمة تمثلت في اندلاع الحرب العالمية...
تشكل الفترة التاريخية ما بين سنتي 1939-1945، نقطة تحول مهمة في تاريخ شعوب العالم، لا سيما تلك التي كانت تعاني من الظلم والاضطهاد على يد الحكومات الرجعية والاستعمارية، ومنها الشعب الكوردي، نظراً لما شهدته تلك الفترة من وقوع أحداث خطيرة ومهمة تمثلت في اندلاع الحرب العالمية الثانية، وما أعقب ذلك من عقد مؤتمرات دولية لبحث القضايا التي خلفتها الحرب ومنها قضية حق تقرير مصير الشعوب التي لم تنل استقلالها. وبالنظر لأهمية هذه الفترة التاريخية فقد اتجه "عزيز حسن البرزاني" في كتابه هذا لتأريخ هذه الفترة الزمنية على ضوء الوثائق والمصادر المعتبرة، حيث يتحدث في الفصل الأول وهو فصل تمهيدي عن موضوع نشأة القضية الكوردية في العراق وتطورها منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى قيام الحرب العالمية الثانية، إن هذا الفصل يلقي ضوءاً على التطورات السياسية التي وقعت في كوردستان الجنوبية (العراق) قبل سنة 1939 مثل ظهور المملكة العراقية وحركات الشيخ محمود، ومشكلة الموصل، وانقلاب سنة 1936 وميثاق سعد آباد، هذه الأحداث والوقائع التي انعكست أثارها وتداعياتها بشكل أ, بآخر على الأحداث اللاحقة والواقعة ضمن فترة الرسالة. أما الفصل الثاني فقد كرس لتوضيح الظروف الاقتصادية والسياسية التي مرت بها كوردستان العراق خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، مع التأكيد على سياسة الحكومة العراقية تجاه تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في كوردستان، فضلاً عن الإشارة إلى التنظيمات السياسية الكوردية التي برزت أثناء سنوات الحرب، والتي لعبت دوراً في تعميق الوعي القومي الكوردي، وتوسيع الحركة القومية الكوردية. وتطرق الفصل الثالث للحركات والانتفاضات الكوردية المسلحة التي وقعت خلال سنوات الحرب مثل حركة الشيخ محمود سنة 1941، وانتفاضة بارزان 1943-1944، مع التأكيد على مواقف التنظيمات السياسية الكوردية من تلك الحركات، فضلاً عن الإشارة إلى الموقف الإقليمية والدولي منها، مع التركيز على المفاوضات التي جرت بين الملا مصطفى البارزاني والحكومة العراقية والتطورات السياسية التي أعقبتها. أما الفصل الرابع فقد تناول التطورات التي طرأـ على الحركة القومية الموردية بعيد الحرب العالمية الثانية، وتم فيه الإشارة إلى تنصل الحكومة عن وعودها للكورد، والتي قطعتها لهم أثر مفاوضات شباط 1944، وإلى العلاقات بين الحكومة العراقية والحركة القومية الكوردية والتي أفضت بدورها إلى استئناف الانتفاضة الكوردية في آب 1945، مع التطرق إلى دور البريطانيين في دعم الحكومة العراقية مادياً ومعنوياً من أجل القضاء على تلك الانتفاضة.