تناول هذا الكتاب بدراسة تاريخ "السلطة الجبرية في نجد وشرق الجزيرة العربية" التي قامت خلال الفترة (820- 932هـ/ 1417- 1525م)، ثم نشاط الجبور في منطقة الخليج العربي بعد زوال دولتهم في الأحساء. كانت هذه السلطنة في أوج إتساعها، تشغل رقعة جغرافية واسعة من شبه جزيرة العرب، تشمل في الوقت...

تناول هذا الكتاب بدراسة تاريخ "السلطة الجبرية في نجد وشرق الجزيرة العربية" التي قامت خلال الفترة (820- 932هـ/ 1417- 1525م)، ثم نشاط الجبور في منطقة الخليج العربي بعد زوال دولتهم في الأحساء. كانت هذه السلطنة في أوج إتساعها، تشغل رقعة جغرافية واسعة من شبه جزيرة العرب، تشمل في الوقت الحاضر دول شرق الجزيرة العربية إبتداءً من الكويت شمالاً وإنتهاءً بإقليم ظفار على بحر العرب جنوباً، يُضاف إلى ذلك إقليم نجد في وسط الجزيرة العربية. يكتنف تاريخ هذه المنطقة الكثير من الغموض في هذه الفترة والسبب في ذلك قلة المصادر، بل ندرتها، مما جعل الباحثين يحجمون عن إرتيادها، بسبب الجهد المضني اللازم لتجميع المادة التاريخية المبعثرة بشكل إشارات، وومضات في مصادر عديدة وبلغاتٍ مختلفة. إن كل ما كُتب في تاريخ السلطنة الجبرية حتى الآن لا يعدو كونه إشارات عابرة، أو مقالات في بعض الدوريات، وحسب علمي المتواضع إنه لم يصدر كتاب يتناول تاريخ هذه الدولة بشكل مستقل ومفصل، وإن أفضل ما كُتب في هذا الموضوع حتى الآن برأي المؤلف بحث للدكتور "عبد اللطيف الحميدان"، بعنوان "التاريخ السياسي لإمارة الجبور في نجد وشرق الجزيرة العربية". وبحث آخر له بعنوان "الصراع على السلطة في دولة الجبور بين المفاهيم القبلية والملك"، وتأتي أهمية هذين البحثين، لأن الباحث اعتمد على مصادر أجنبية مثل البرتغالية والفارسية في إضافة معلومات جديدة لم تُشر إليها المصادر العربية، وقد أفاد المؤلف من هذين المرجعين كثيراً، وكذلك بحث للشيخ "حمد الجاسر"، بعنوان "الدولة الجبرية في الأحساء) إلا أن هذا لا يقلل من شأن المصادر والمراجع الأخرى التي تطرقت لهذا الموضوع. ونظراً لقلة المصادر التي تناولت هذا الموضوع فقد لجأ إلى الكثير من التحليل والإستنتاج والترجيحات لردم الفجوات التاريخية والربط بين الأحداث، كما قام بتوظيف القصائد الشعرية التي قيلت في مدح ورثاء أمراء الدولة الجبرية للوصول إلى الكثير من المعلومات التاريخية في تلك الفترة، وذلك بهدف من جلاء الغموض الذي يشوب تاريخ هذه السلطنة.