سيطر الإنكليز على مقاليد الأمور في العراق وحكموا البلاد حكماً مباشرة وتدهورت حالة البلاد الاقتصادية والاجتماعية وتردى الوضع العام. وعندما تم تنصيب الأمير فيصل ملكاً على العراق دخلت البلاد في طور جديد مهد لعودة الهيمنة البريطانية مرة أخرى على العراق وشجعت أوضاعه المتدهورة...
سيطر الإنكليز على مقاليد الأمور في العراق وحكموا البلاد حكماً مباشرة وتدهورت حالة البلاد الاقتصادية والاجتماعية وتردى الوضع العام. وعندما تم تنصيب الأمير فيصل ملكاً على العراق دخلت البلاد في طور جديد مهد لعودة الهيمنة البريطانية مرة أخرى على العراق وشجعت أوضاعه المتدهورة بريطانيا على ربط العراق بمعاهدات أفقدته حريته واستقلاله، ففي 29 أيلول 1921م. (أي بعد مرور 38 يوماً) على تتويج الملك فيصل قدم برسي كوكس المندوب السامي البريطاني إلى الملك مسودة معاهدة وصفها بأنها مسودة ليست نهائية وبعدها تم توقيع المعاهدة العراقية-البريطانية سنة 1930 وهي معاهدة تحالف بين الحكومتين وتم تبادل وثائقها في بغداد يوم 26 كانون الثاني 1931 وتتضمن (11) مادة، إضافة إلى ملحق للمعاهدة وكل هذه المعاهدات تتلائم مع مصالح بريطانيا الواسعة في حين لا يعود منها من نفع إلى الجانب العراقي وإنما في الحقيقة تصب مع مقتضيات الانتداب والمصالح البريطانية. والكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم هو للمؤلف البريطاني اللورد لويد دولبران الذي عاش فترة طويلة في العراق وتغلغل في كل زواياه فهو يتحدث بإسهاب عن الأرض والشعب عن مواصلات الإمبراطورية البريطانية عن دور لورنس العرب ودور المس بيل في السياسة العراقية كما يتحدث عن الأقليات والأماكن المقدسة والآثار، ويدون يوميات الملك فيصل الأول في دمشق عام 1920. إنه كتاب جدير بالقراءة لأنه يمثل أهم فترة من تاريخ العراق السياسي الحديث.