كتبت هذه الأحاديث عن المرأة المسلمة في مجتمعنا لتوضيح للذين يغشى رؤاهم في بعض قضايا المرأة غبش يشوه الرؤية الجلية للإسلام تجاهلها، وخاصة أنني ممن تربطهم علاقات كثيرة بغير المسلمين الذين يحكوم قصصاً عن ممارستنا الإجتماعية، ويتندرون بها على أنه تمثل شيئاً من معتقداتنا، فلم...
كتبت هذه الأحاديث عن المرأة المسلمة في مجتمعنا لتوضيح للذين يغشى رؤاهم في بعض قضايا المرأة غبش يشوه الرؤية الجلية للإسلام تجاهلها، وخاصة أنني ممن تربطهم علاقات كثيرة بغير المسلمين الذين يحكوم قصصاً عن ممارستنا الإجتماعية، ويتندرون بها على أنه تمثل شيئاً من معتقداتنا، فلم يكن بد من أن أوضح الحقيقة لهم، وأبعد سوء الفهم الذي عندهم، مؤكداً أنه ليس من ثوابت ديننا الحقيقي هذه الإجتهادات الشخصية التي يأتي بها بعض المسلمين، يلزمون الآخرين بها. وهنا أوضح أموراً أربعة: أولها: أن معظم ما في هذا الإصدار هو ما إحتوته مقالاتي الصحفية الأسبوعية حول المرأة في مجتمعنا المسلم، والتي لم أتلق أي إعتراض على ماجاء فيها. ثانيها: أن إهتمامي بهذا الشأن دعاني إلى الإطلاع على كثير من المراجع المختصة بهذا الأمر، وأخص بالذكر منها: المجلدات الستة لمؤلفها الأستاذ عبد الحليم أبو شقه رحمه الله بعنوان: ( تحرير المرأة في عصر الرسالة )، دراسة جامع لنصوص القرآن الكريم، وصحيحي البخاري ومسلم. إصدار دار القلم الكويتية. ثالثهما: أنه لم يغب عن بالي البتة ( المقاصد الشرعية ): فبمعرفتها تقاس الأمور، وتتحدد معالم الحلال والحرام، وقد تقصيت ذلك بعناية، وناقشته مع عدد من الشيوخ الفقهاء المعاصرين الذين يؤكدون قاعدة أصولية معروفة هي أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فمتى وجدت العلة، وتعنى المقصد، وجد المعلول، ويعني الحكم، ومتى إنتفت العلة إنتهى المعلول وهو الحكم. رابعهما: أنني فيما كتبته لست مفتياً شرعياً، لكني مسلم أبحث جاهداً مجتهداً في أمور الدين، راغباً في البحث عما هو حق يمكن أن نسير عليه في حياتنا، وإزالة ما قد يغطي على حقائق الدين الثابتة نتيجة آراء أفراد لهم إجتهادات إقتبسوها من سلف، وربما لا تكون آراء هؤلاء السلف صحيحة أو قائمة على برهان واضح جلي الحجة.