إنصبت الدراسات الاقتصادية المنجزة على تاريخ المشرق الاسلامي، فيما بقي المغرب الاسلامي يشكو نقصاً واضحاً فيها باستثناء ما قدمته بعض الدراسات الاقتصادية الجادة التي تناولت المغرب الاسلامي في القرون الاولى، وقد لفت انتباهنا ذلك النقص الحاصل في دراسة المغرب وتحديداً في...

إنصبت الدراسات الاقتصادية المنجزة على تاريخ المشرق الاسلامي، فيما بقي المغرب الاسلامي يشكو نقصاً واضحاً فيها باستثناء ما قدمته بعض الدراسات الاقتصادية الجادة التي تناولت المغرب الاسلامي في القرون الاولى، وقد لفت انتباهنا ذلك النقص الحاصل في دراسة المغرب وتحديداً في القرن الثامن للهجرة – الربع عشر للميلاد منذ عقود من الزمن.
وعلى الرغم من عناية بعض الباحثين ومثابرتهم في دراسته فان الجهود قد عنيت بمعطيات أخرى منه ولم تضع للجانب الاقتصادي الاهتمام الذي يستحقه، فجاءت المعلومات فيه مبعثرة في دراساتهم.
وزيادة على ذلك فان دراسة التاريخ الاقتصادي ترصد لنا مستوى التطور الحاصل في بنية الحياة اليومية للمجتمع والاسباب الكامنة فيه وهو ما دفعني لدراسة القرن الثامن للهجرة- الرابع عشر للميلاد في المغرب إذ شهد في النصف الاول منه نهضة شاملة بلغت فيه العاصمة فاس انذاك شأناً بعيداً فضلا عن دورها السياسي على عهد ملوكها في جمع التراب المغربي بعد أن تجزأت أوصاله عقب انهيار الموحدين وقد أثمرت تلك المحاولات ولو بشكل مؤقت على عهدي السلطانين علي بن عثمان وولده أبي عنان.
وهذه مجموعة من الدراسات الاقتصادية التي تدور حول محور واحد هو التاريخ الاقتصادي للمغرب في ذلك القرن لم ينشر منها إلا القليل في المجالات التاريخية تناولت فيها أوجها مختلفة من البنية الاقتصادية للمجتمع والسلطة انذاك.