يعالج الكتاب تاريخ الحجاز السياسي للفترة ما بين 1916-1925 وهي الفترة التي شهدت قيام (مملكة الحجاز) وسقوطها. ولا شك أن الأعوام التسعة التي تمثل عمر هذه المملكة كانت حدثاً بارزاً ومهماً في تاريخ العرب المعاصر وتزداد أهميتها وضوحاً كلما تكشفت لنا العلاقة القائمة بين الفترة موضوع...
يعالج الكتاب تاريخ الحجاز السياسي للفترة ما بين 1916-1925 وهي الفترة التي شهدت قيام (مملكة الحجاز) وسقوطها. ولا شك أن الأعوام التسعة التي تمثل عمر هذه المملكة كانت حدثاً بارزاً ومهماً في تاريخ العرب المعاصر وتزداد أهميتها وضوحاً كلما تكشفت لنا العلاقة القائمة بين الفترة موضوع الكتاب وبين بعض مشاكل العرب الحاضرة، كنتائج للفترة المذكورة. يضاف إلى ذلك أن الموضوع لم يبحث بحثاً أكاديمياً مستقلاً من قبل الباحثين، وإن كان بعضهم قد لمح إليه بوجه عام من خلال الإطار العام للدراسات التي تتناول السياسة الأوروبية في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، من غير التعرض لمملكة الحجاز كدولة مستقلة لها معالمها التي تميزها عن سائر الكيانات السياسية القائمة في المنطقة يومئذ. وبالعودة لمتن الكتاب نجده قد جاء مقسماً إلى خمسة فصول؛ جاء الفصل الأول دراسة عن الحجاز واستقلاله عن العثمانيين مع نبذة عن حياة الشريف الحسين بن علي لدوره البارز في الأحداث التي نحن في صددها. وقد ضمّت هذه النبذة السريعة حياته حتى توليه الشرافة في مكة، وعلاقته المتردية مع الدولة العثمانية وتطورها إلى إعلان الثورة واستقلاله عنها. كما تناول الفصل بيان بعض الدلالات المتعلقة باستقلال المملكة بعد قيامها في عام 1916، كالعَلم والنقود والنشاط الصحفي، محاولاً بعدها التعرف لموقف الحلفاء من ملكية الحسين التي أعلنها على العرب بعد انفصاله على العثمانيين. أما الفصل الثاني فجاء دراسة لمؤسسات المملكة الداخلية بمختلف نشاطاتها الاقتصادية والإدارية والعسكرية والثقافية... وغيرها مما يخضع لسياسة الدولة الداخلية التي هي جزء من الأوضاع السياسية العامة التي نحن في صدد معالجتها ولا بد من الإشارة هنا إلى أهمية جريدة (القبلة) جريدة الحكومة الرسمية في تغطية معظم جوانب هذا الفصل لانعدام المادة الأساسية في هذا المجال. وكرس الفصل الثالث لدراسة سياسة المملكة الخارجية تجاه الدول غير العربية (الأجنبية) واستهل بموقف الهاشميين من معاهدة سايكس بيكو، فموقفهم من القضية الفلسطينية بداية ظهورها وموقفهم من عروض الصلح في باريس، ثم سياستها بعد المؤتمر المذكور وما تميزت به من اتجاهات تغاير ما كانت عليه في السابق. وحاول الفصل الرابع التعرف على سياسة المملكة الخارجية تجاه الأقطار العربية والتعرف بالتفصيل على مجمل جوانبها، سواء سياستها مع الأقطار الخاضعة للانتداب كسوريا والعراق وشرق الأردن، أو غيرها من الأقطار المجاورة والقريبة، كأقطار الجزيرة العربية ومصر. وأفرد الفصل الأخير للحديث عن الهجوم الوهابي وسقوط المملكة وزوالها عام 1925، ودرس بعض التناقضات التي تميزت بها سياسة الحسين عموماً وأثرها في تمهيد الأوضاع إلى ما انتهت إليه، عرج بعدها في الحديث عن الهجوم الوهابي بمرحلتين، مرحلة الطائف والتي تضمنت سقوط الطائف، وتنازل الحسين، فمصيره الذي انتهى إليه. ثم مرحلة مكة-جدة التي تمّ خلالهما احتلال الأولى وحصار الثانية، وما تخلل هذه المرحلة من مواقف رسمية أو غير رسمية من النزاع.