يا له من أدب رفيع، ويا لها من عصارة حياة، اختلط فيها الواقع الأليم بالأمل في المستقبل المزهر، وامتزج فيها الخيال المجنح بالواقع. فإذا هذا الكتاب الذي حملت صفحاته ينابيع لكل مقومات الفن والحياة بآمالها وآلامها، بسعادتها وشقاءها، بصورها الزاهية والقاتمة... موضوع واحد تشققت...
يا له من أدب رفيع، ويا لها من عصارة حياة، اختلط فيها الواقع الأليم بالأمل في المستقبل المزهر، وامتزج فيها الخيال المجنح بالواقع. فإذا هذا الكتاب الذي حملت صفحاته ينابيع لكل مقومات الفن والحياة بآمالها وآلامها، بسعادتها وشقاءها، بصورها الزاهية والقاتمة... موضوع واحد تشققت منه موضوعات كالنهر الكبير، تسربت منه سواقي لتروي عطش عقولنا، وتملأها حياة، ليعرف المحتفلون أن الأرض لأبناءها والعقول لأصحابها، ومن أراد اغتيال فضاء الحياة، لا بد أن يغتاله ذلك الصوت القادم لا محالة من عمق الثورة ليكفنه بموت لا يعرف غير العار.. ذلك شيء من مضمون الكتاب بفصوله الرائعة، والتي استطاعت الكاتبة أن تخرجها لوحة رائعة تمسك القارئ فلا يستطيع أن يقرأ السطور الأولى حتى يثابر على القراءة دون توقف، وقد يحبس أنفاسه في كثير من المواقف التي لا يملك معها غير الحاجة لوقفة مع النفس. عاطفة وخيال وأسلوب رائع، وانتقاء كلمات موحية، والتقاط موضوعات من هنا وهناك، ورمز يظهر ويتوارى خلف معان منسية، لتجد النفس ما يريحها في بناء عناصره الفنية متماسكة ومتعاضدة. ما أروع هذه الأساليب، وما أغزر ما تحمله في طياتها من معان، وما تزرعه من أمل بالحياة، وتمسك بالأوطان، وانتظار لغد لا نجد فيه من يحتفل فوق آلامنا.