كتاب رحلة ابن معصوم المدني أو سلوة الغريب وأسوة الأريب معروف في الأوساط الأدبية، وقد تردد ذكره كمصدر أدبي. وضع المؤلف تصميمه سنة 1066هـ، وهو حدث لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره يوم غادر موطنه الحجاز مع عائلة والده ميمماً شطر الهند ترافقه بعثة شرف يرأسها وزير من حيدر آباد الدكن،...
كتاب رحلة ابن معصوم المدني أو سلوة الغريب وأسوة الأريب معروف في الأوساط الأدبية، وقد تردد ذكره كمصدر أدبي. وضع المؤلف تصميمه سنة 1066هـ، وهو حدث لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره يوم غادر موطنه الحجاز مع عائلة والده ميمماً شطر الهند ترافقه بعثة شرف يرأسها وزير من حيدر آباد الدكن، وقد استغرقت رحلته هذه إلى أن وصل إلى أبيه تسعة عشر شهراً، دوّن خلالها كل ما وقعت عليه عينه في البر والبحر. وإلى أن اشتد ساعده واستوى، وآتاه الله بسطة في العلم على أيدي أساتذة كرام بررة، شرع سنة 1074هـ، في تأليف هذه الرحلة، فوصف المدن والقرى والسكان، والمناخ والماء والهواء، والجبال والأشجار والثمار، والحيوان، والمساجد ومراقد العلماء، وترجم لبعضهم، ووصف البحار وما فيها من حيوان وأحجار كريمة وغرائب. فنمق كل ذلك ووشاه بما عرف عنه من القدرة على الاستطرادات الأدبية الرائعة، والاستدراكات العلمية المفيدة، وأورد الكثير من الشواهد المختارة نظماً ونثراً، ثم أنهى الرحلة بإيراد نماذج من شعر والده، وما يناسبها من أقوال لشعراء آخرين. وبعدها ترجم للسلطان عبد الله بن محمد قطب شاه سلطان حيدر آباد، ثم ترجم لجماعة من علماء العصر وأدبائه الذين التقى بهم في مجلس والده، وأورد لبعضهم نماذج جيدة من الشعر، وهو في أثناء ذلك يورد الشواهد الشعرية الرائقة، والحكايات الطريفة المسلية، والنقد المؤيد بالحقائق العلمية، ثم أتى بعد ذلك بفصل ذكر فيه جملة من أخبار الهند وأحوالها قديماً وحديثاً، وكان مسك الختام طائفة مختارة من الشعر لجماعة من الشعراء كان هو نفسه آخرهم. وكان الفراغ من تأليف هذا الكتاب يوم الجمعة في جمادى الآخرة سنة 1075هـ.