لم يزل تاريخ بني العباس منتجعاً خصباً لطريف الأخبار، ومظنة رائقة لفنون الآداب، ومراداً مؤنساً لمؤرخي التمدن والتقدم، وسجلاً ضخماً للرسوم "الإيتكيت" والعلوم والأنباء الطريفة والأقوال الحصيفة، والمقالات العجيبة، والحوادث الرائعة والمحاضرات الممتعة، والتراجم المؤنقة...
لم يزل تاريخ بني العباس منتجعاً خصباً لطريف الأخبار، ومظنة رائقة لفنون الآداب، ومراداً مؤنساً لمؤرخي التمدن والتقدم، وسجلاً ضخماً للرسوم "الإيتكيت" والعلوم والأنباء الطريفة والأقوال الحصيفة، والمقالات العجيبة، والحوادث الرائعة والمحاضرات الممتعة، والتراجم المؤنقة النافعة.
ومن طريف ما اضطمت عليه إحناؤه وتضمنته أثناؤه، تراجم أميرات من نساء الخلفاء وأمهاتهم وذوات قرباهم، تصغي الأفئدة لسماع أخبارهن، وترتاح النفوس إلى معرفة آثارهن، وتنصت الآذان لقاص مآثرهن، ويبتهج محبو التاريخ بقراءة سيرهن، فإن كل ذلك أدباً عالياً وأخلاقاً زكية زاهية، وأعمالاً بهية، وسمو نفوس كرائم، وكرامة طباع عظيمة، وديانة متينة وتقوى رصينة، وأفعال بر واسع، وإحساناً متصلاً، وفي ذلك أيضاً قدوة سامية لذوات النفوس العلية، وأسوة حسنة للمؤثرات الإنسانية على أنفسهن، المفضلات الآخرة على الدنيا، المستحبات التاريخ الأزهر على التاريخ الأغبر.