قال المؤرخ والأديب صاحب البحوث الثلاثة محمود شاكر عن قبيلة عَنَزَة :عَنَزَة : " وهي من أكبر القبائل العربية الحالية ، وتنتشر بطونها في الشمال من نجد إلى الحجاز ، فالحاد نوادي السرحان ، فالبادية السورية ، والمناطق الشرقية . وهي تمتّ إلى أصول عدنانية من ربيعة ، وإن كانت عدّة...
قال المؤرخ والأديب صاحب البحوث الثلاثة محمود شاكر عن قبيلة عَنَزَة : عَنَزَة : " وهي من أكبر القبائل العربية الحالية ، وتنتشر بطونها في الشمال من نجد إلى الحجاز ، فالحاد نوادي السرحان ، فالبادية السورية ، والمناطق الشرقية . وهي تمتّ إلى أصول عدنانية من ربيعة ، وإن كانت عدّة بطون متحالفة ، فهي تضم بطوناً من بني بكر بن وائل ، وتغلب بن وائل . ومن فروعها بنو حنيفة وهم من بكر ، وكذا بنو شيبان . فمن بني بكر الدولة ، ومن تغلب بنو بِشْر ، ومن حنيفة آل سعود ، ومن بني شيبان آل وهب . وهي اليوم ثلاثة بطون : مسلم ووائل وعبيدة " . وقال الشيخ النسابة حمد بن إبراهيم الحقيل الوائلي قاضي الخَرَج الأسبق : " ... وأما القسم الأكبر من عَنَزَة فمنازلها تمتد من نجد إلى الحجاز ، فوادي السرحان والجوف ، فالحماد ، فالعراق ، فالبادية السورية ، حتى حمص وحماة وحلب ، والموجودون الآن من عَنَزَة هم إسم يشمل بكراً وتَغْلباً وبني شيبان وبني حنيفة ، دخلوا تحت مسمى عمهم الأكبر عَنَزَة بن أسد بن ربيعة المنحدرين منها . فتغلب الآن هم المسمّون ببشر في قبائل عنزة : ضنا عبيد والقيمارات ( الأعمارات ) . وأما بنو شيبان وفيهم حنيفة ، منهم بني وهب ، وقسم من بني حنيفة تحضّر في العارض . وبكرهم الرّولة الآن ، والجلاس يجمع الدولة والمحكف ( الا مَحلًفْ ) . هذا وتؤكد المصادر والروايات أن الدولة كانوا في الحجاز ، في المدينة المنورة وضواحي خيبر ، وفي الوادي الذي اقتبس إسمه من اسمهم : وادي الجِلاس ، وذلك في حدود القرن السابع الهجري ، ومن ثم هاجروا أو انتقلوا إلى نجد ، ثم إلى الجوف وشمال الجزيرة العربية ، وغرباً إلى الوجه على ساحل البحر الأحمر ، وبعدها في مرحلة لاحقة التوغل في بادية الشام وبادية العراق . وأول شيخ قاد قبيلة الرولة إلى خارج الجزيرة العربية وإلى بلاد الشام هو الشيخ عبد الله بن منيف الشِّعلان ، كان ذلك في الربع الأخير من القرن الثاني عشر الهجري تقريباً . قال الرحّالة ( جورج والن ) : " ولكنهم في الشتاء ( أي الرّولة ) يتوزعون في أراضي النفوذ الواسعة باحثين عن المراعي لقطعان جمالهم في جوار الجوف وبئر الشقيق ، وأحياناً يذهبون جنوباً إلى القصيم ، وإلى الشمال الشرقي ، وإلى الشرق ، حتى يصلوا إلى الجزيرة في تخوم العراق حيث يلتقون مع الفروع الأخرى لقبيلتهم " اي عَنَزَة . ويقول الدكتور محمد الصفّار أستاذ الجغرافية عن البيئة الصحراوية ، وأخذ قبيلة الدولة كنموذج لعرب الصحراء . قال تحت عنوان : " رعاة الإبل في صحراء بلاد العرب ( الرولة ) " : " تعتبر قبائل الرُّوَلة أهم وأكبر القبائل في مجموعة عَنَزَة التي تمثل الأجزاء الشمالية من بلاد العرب ، والتي تمدها من الغرب هضبة حوران ودمشق وحلب ، ومن الشرق أواسط وادي الفرات ، ومن الجنوب جبال شَمّر . وتحتل قبائل الُّرولة جزءاً كبيراً من منطقة عَنَزَة يمتد من جنوب شرق دمشق عند الطرف الشمال الغربي لمنخفض السِّرحان إلى حافة النفود والواحات في شمال ووسط شبه الجزيرة العربية . وقد استولت قبائل الرُّوَلة على واحة الجوف في سنة 1909 م / 1327 ه بعد نزاع طويل مع بدو وسط شبه الجزيرة العربية ، كما أنها في بعض الأحيان - وخاصة في أثناء جرب الصيف - تتجول نحو الشرق حتى تصل إلى قرى الفرات ... ولا تختلف قبائل الرَّوَلة عن سائر القبائل البدوية في اتصافهم بصفات معينة أهمها الغزوات والشجاعة والغارات على القبائل الأخرى ، وسلب ما لديها من حيوانات ، وخاصة في سني الجدب " ... وهكذا يمضي الباحث في تقديم بحثٍ قيّم ومتفرد عن قبيلة الدولة، مغنياً بذلك المكتبة العربية في تكريس كتاب يتضمن تاريخاً مسجلاً ، وذكريات محفوظة عن ماضي هذه القبيلة ووقائعها ، كما هو الحال لدى العشائر كلها ، إذ تعد قبيلة الرّولة من أقوى القبائل في الجزيرة العربية وخارجها ، وهذا بشهادة العرب والأجانب . ويأتي الكتاب بطبعته الثانية التي اجتهد الباحث في تهذيبها وتصحيح الأخطاء ، مولياً هذه الطبعة عناية ، حيث عمد إلى إضافة القسم الرابع من قبيلة الرّولة ، وهي عشائر المحَلَف ( الامحلف ) الجلاسية الوائلية ، والذين هم في عداد عشائر الرّولة ، كما أضاف بعض أيام الرّولة الكبيرة . وعليه جاء ترتيب فصول الكتابان هذه الطبعة على النحو الآتي : الفصل الأول : نسبة قبيلة الرّولة من عَنَزَة . الفصل الثاني : إمارة إبن شعلان ، الفصل الثالث : مشايخ قبيلة الرّولة . الفصل الرابع : قبيلة الرّولة : كبارها وفرسانها وأعيانها ومشاهيرها . الفصل الخامس : وفضة من تاريخ الهَزَازِنَة ( أمراء الحَريق ونَعَام ) الفصل السادس : قبيلة الرولة في عيون الكتاب والمؤرخين . الفصل السابع : قبيلة الرولة : مدنها وقراها ومواردها المائية في الماضي والحاضر . الفصل الثامن : متفرقات رويلية .