إن هذا الكتاب الذي نقدمه للقارئ العربي باسم "قطر في العهد العثماني" عبارة عن امتداد لكتاب للمؤلف سبق هذا الكتاب وهو "العثمانيون وآل سعود في الأرشيف العثماني (1745-1814). ولا بد أن الكتابين تدور أحداثهما في فترة زمنية واحدة تقريباً، وإذا عرفنا أن القوى الكبرى في ذاك الوقت كانت قوة...

إن هذا الكتاب الذي نقدمه للقارئ العربي باسم "قطر في العهد العثماني" عبارة عن امتداد لكتاب للمؤلف سبق هذا الكتاب وهو "العثمانيون وآل سعود في الأرشيف العثماني (1745-1814). ولا بد أن الكتابين تدور أحداثهما في فترة زمنية واحدة تقريباً، وإذا عرفنا أن القوى الكبرى في ذاك الوقت كانت قوة الدولة الإنكليزية وأن الدولة العثمانية كانت قد مرت بفترات من الضعف والانهيار حتى كادت تتلاشى عن خارطة الدولة، غير أنها حاولت تجميع قواها وتزجها في الجزيرة العربية وفي الخليج العربي الذي كانت تسميه الخليج العثماني. ومن أهم ميزات الكتاب أن مؤلفه رغم وفرة المصادر الإنكليزية وضحالة المصادر العثمانية، وقلتها فقد بذل جهوداً كبيرة ليكون مؤلفه ذا طعم خاص فاعتمد المصادر العثمانية، ولقي في هذا الاختيار عناء كبيراً، ولكنه نجح في اختياره، ورغم محاولته أن يكون في تاريخه لهذه الحقبة أن يكون حيادياً فقد ظهرت ملامح موقفاً مضاداً للسياسات الإنكليزية. والحق يقال أن الدولة العثمانية رغم ما كانت تعاني في هذه المراحل كانت تحاول إثبات وجودها، وظهر النزاع الإنكليزي العثماني. ويتناول الكتاب مدخلاً يبحث في الجغرافيا السياسية لقطر، والبنية الاجتماعية والإدارية، وفي القسم الثاني بحث المؤلف الصراع العثماني الإنكليزي وفي القسم الثالث تناول المؤلف آثار ذلك الصراع على قطر والبحرين. وأخيراً الكتاب بحث تاريخي استطاع الكتاب بإخراجه إخراجاً موفقاً ونضعه بين يدي القارئ العربي العادي والباحث، وسيجد فيه لذة المعرفة وعمق المعلومات وغزارتها والأسلوب التاريخي الرائع.