كتاب غرائب الاغتراب ونزهة، من أجل رحلات الإمام أبي الثناء الألوسي وأهمها. طبع لأوّل مرّة ببغداد سنة (1327ه-1909م) بعناية محمود الشابندر. وكان قد دعي إلى الأستانة لمآخذ أخذت عليه في تفسيره: (روح المعاني) إلا أنّه لم يصرح بسبب هذه الرحلة في مقدمتها، واكتفى بالتنويه لذلك في الفصل...

كتاب غرائب الاغتراب ونزهة، من أجل رحلات الإمام أبي الثناء الألوسي وأهمها. طبع لأوّل مرّة ببغداد سنة (1327ه-1909م) بعناية محمود الشابندر. وكان قد دعي إلى الأستانة لمآخذ أخذت عليه في تفسيره: (روح المعاني) إلا أنّه لم يصرح بسبب هذه الرحلة في مقدمتها، واكتفى بالتنويه لذلك في الفصل الذي حكى فيه ما جرى له عند قوله: (ولما وصلت المذكرة والبيتان). فأكبر شيخ الإسلام تفسيره، وولاه قضاء (أرضوم). وذلك بفضل استعطاف فخر الكتبة: راشد أفندي العينتابي وعبد القادر باشا الشهير بزيادة زاده. أما تاريخ الرحلة، فقد خرج من بغداد يوم الخميس 1/جمادى الآخرة (1267ه-1851م). ووصل إلى ساحل القسطنطينيّة يوم 18/رمضان (1267ه- 1851م) وذلك عن طريق (أم الربيعين، الموصل، أرضوم، سيواس، توقات، سامسون، إسلامبول). ودخل بغداد عائداً يوم 5/ربيع الأوّل (1269ه-1852م). وفرغ من كتابة الرحلة يوم 1/صفر (1270ه-1853م) في السنة التي توفي فيها. وقد عرف في فاتحتها بنفسه وبشيوخه وأساتذته، وذكر أنّه سفرد تراجمهم في كتاب يكون ثانياً ل(نزهة الألباب) وترجم فيه لمن لقيه في القسطنطينيّة منأعيان المسلمين، ومن صحبه في الرحلة إليها كالوزير عبدي باشا، ومصطفى بك أفندي ابن قائمقام بغداد، وسليمان بك ابن الكتخدا و(إقبال الدولة: أحد ملوك الهند) وأودعه جانباً من مراسلاته ومكاتباته وإجازاته وأجوبته، ومن هذه الأجوبة: (22) جواباً على أسئلة دفعها إليه رجل من أهل الموصل، أوّلها: (ما فرق بين الطرق والبدع) وختم الرحلة بخاتمة ضخمة، تقدّر بثلث الكتاب، ذكر فيها ما كان يدور في مجلس شيخ الإسلام من المطارحات والتحقيقات الأدبيّة، منها: تعليل كرويّة الأرض في التعليق على البيت: (كرويّة للأرض من طرف الحجا). وذكر أنّ حساده عملوا على إشهار فضله بغية أن يصدر فرماناً يقضي بعدم عودته إلى بغداد، فطلبه السلطان عبد المجيد قال: (فذهبت ووردي: يا ملك الملوك وعلى الشأن، حل بيني وبين مواجهة السلطان). قال: (وقد شجعني على تأجيج هذا الضرام. بأضغاث ما حوته هذه الأرقام. اطلاعي على رحلة واقدي زمانه ابن كبريت، وشرارة صاحب سقط الزند في أوانه الفحام (؟) فلعمري إن النكات الأدبيّة قد رميت من كل منهما بثالثة الأثافي...إلخ). وفي مقدمة الرحلة قوله: (فوقفت في سيري حتى وقفت على أمور تحكي الصراط دقة، وطلعت في سيري فاطلعت على أسرار تطيش لو قرنت بها في الميزان سجلات المشقّة).