يضمّ هذا الكتاب بين طياته دراسة علمية موسعة تحدثت عن الأكراد وتاريخهم منذ الحرب العالمية الأولى 1914، حتى سقوط الملكية في العراق 1958م، فتناولت في الفصل الأول مساحة وأبعاد الوطن الكردي والذي صور له بعض الكرد حدوداً تجاوزوا فيها حقائق كثيرة، ولذلك كان لا بد لهذه الدراسة أن...
يضمّ هذا الكتاب بين طياته دراسة علمية موسعة تحدثت عن الأكراد وتاريخهم منذ الحرب العالمية الأولى 1914، حتى سقوط الملكية في العراق 1958م، فتناولت في الفصل الأول مساحة وأبعاد الوطن الكردي والذي صور له بعض الكرد حدوداً تجاوزوا فيها حقائق كثيرة، ولذلك كان لا بد لهذه الدراسة أن تتعرض لذلك في محاولة لحسم الأمور وفق دراسة جديدة تأخذ في اعتبارها الثوابت التاريخية من جهة، والوضع الراهن على الأرض من جهة أخرى. كما يتناول هذا الفصل الانحدار العنصري للكرد ولغتهم المتداولة والديانات التي يعتنقونها وأيضاً أحوال السكان الاجتماعية والبناء الطبقي للمجتمع الكردي. ودراسة كهذه تظل ناقصة لا تفي بالغرض إذا لم تشمل بشكل أو بآخر الشعوب المجاورة لكوردستان ومدى تأثرها بعضها ببعض على مدى التاريخ، وعلاقات الكرد بجيرانهم الفرس والعرب والترك وهي علاقة تداخلت فيها السياسة بمقدار تداخل الدين والمذهب وعوامل عديدة أخرى. كما يلقي الفصل الأول الضوء على المطامع الاستعمارية والتدخل الدولي في كوردستان والمنطقة عن طريقة المؤسسات التبشيرية والبعثات الدبلوماسية. وأخيراً يتناول الفصل الأول الاحتلال البريطاني للعراق وكوردستان والسياسة البريطانية تجاه كرد العراق والمشاريع التي وضعتها بريطانيا لتنفيذ سياستها في كوردستان العراق. وبما أنه أصبح لكوردستان وضع إقليمي خاص، فإن هذا الوضع أثار اهتمام الدول الكبرى منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، واستقطب أيضاً اهتمام المنظمات الدولية فأفرز معاهدات واتفاقيات دولية وإقليمية كان لها أثر كبير على وضع الكرد السياسي في مختلف الدول التي تتقاسم كوردستان وبخاصة كرد العراق. ونظراً لأهمية تلك المعاهدات والاتفاقيات سواء الإقليمية أو الدولية، فإن الدراسة تعرضت لتلك المعاهدات والاتفاقيات في محاولة لتحليلها واستخلاص النتائج المطلوبة، وهذا ما يتضمنه الفصل الثاني من الدراسة. ويعالج الفصل الثالث الحياة السياسية في كوردستان حيث يستعرض بداية يقظة المشاعر الوطنية عند الكرد وظهور الفئة المثقفة منذ أواخر القرن التاسع عشر ويعرض لدورها البارز في المسيرة السياسية للكرد، ثم يتوقف الفصل أمام كل جزء من أجزاء كوردستان ليدرس أحواله السياسية وأوجه النشاط السياسي فيه تمهيداً لفتح صفحة الأحزاب السياسية ودورها على المسرح السياسي الكردستاني. وهنا تمتد الدراسة فلا تتركز حزباً أو جمعية سياسية إلا وتناولتها وتحلل أوضاعها وهياكلها التنظيمية، ومنازعاتها والانشقاقات التي جرت فيها وأسبابها ونتائجها. وتوضح الدراسة دور كل حزب من أحزاب كوردستان في حركة التحرر الوطني الكرجي وحجمه السياسي فيها. واللوحة الحزبية الكردية متداخلة الألوان جداً. أما الفصل الرابع فلقد تناول الحركات العسكرية المسلحة التي قام بها الكرد في منطقة شمال العراق، ولقد قسمت الدراسة هذه الحركات إلى قسمين أحدهما خاص بالحركات التي قام بها الشيخ محمود أو الحفيد والذي قام بأكثر من حركة مسلحة في النصف الأول من هذا القرن، كان لها أثر كبير على الحياة السياسية في العراق. وأخيراً فإن الفصل الخامس يبحث عن الدور الكردي في الحركة الوطنية العراقية، حيث يتناول موقف الكرد من ثورة العشرين العراقية والدور الذي قاموا به في تلك الثورة الوطنية، ثم تحاول الدراسة التعرف على الموقف الكردي من المعاهدات البريطانية العراقية وأثر هذه المعاهدات عليهم. ثم تبحث الدراسة أيضاً في علاقة الكرد بالآثوريين، تلك الأقلية التي أدخلها الإنجليز إلى العراق، وبعد ذلك أوجدت الكثير من القلاقل والاضطرابات للدولة العراقية. ولا يمكن للدراسة أن تغفل حدثاً هاماً في تاريخ العراق والشرق الأوسط وهو انقلاب بكر صدقي الكردي الأصل. ثم تتابع الدراسة لقضية هامة ألا وهي العلاقة بين القوميتين الكردية والعربية في العراق. أما الخاتمة فإنها تتضمن النتائج التي تمخضت عنها الدراسة. ولقد اعتمدت الدراسة على بعض الوثائق العراقية غير المنشورة والمنشورة منها وكذلك الوثائق الكردية والإنجليزية المنشورة. كما اعتمدت الدراسة على بعض المذكرات الشخصية. بالإضافة إلى مجموعة رسائل الماجستير والدكتوراه التي تتصل بالموضوع. كما كان للمراجع العربية والأجنبية الدور الأساسي في إتمام هذه الدراسة. وأخيراً تأتي الدوريات العربية كمصدر في استقاء المادة العلمية اللازمة للدراسة.