إن العمارة قد عُمرت مع ما عمّر من البطائح، ولكثرة الطوارئ على العمارة زال عمرانها وتقلص ظل حضارتها حتى كانت سنة (1275هـ - 1858م).وأشار غير واحد من المؤرخين والرحالة العرب والمسلمين والأجانب إلى سمة العمران والبناء والحضارة والحصون والقلاع في مدن وقرى هذه المنطقة في العصر...
إن العمارة قد عُمرت مع ما عمّر من البطائح، ولكثرة الطوارئ على العمارة زال عمرانها وتقلص ظل حضارتها حتى كانت سنة (1275هـ - 1858م). وأشار غير واحد من المؤرخين والرحالة العرب والمسلمين والأجانب إلى سمة العمران والبناء والحضارة والحصون والقلاع في مدن وقرى هذه المنطقة في العصر العباسي حتى صار إسماً لها وسمي مجرى دجلة فيها بــ (شط العمارة). وذكر عدد من السواح والرحالة الأجانب الذين اجتازوا المنطقة إلى شيوع هذه التسمية على ألسن سكان المنطقة قبل تأسيس لواء العمارة سنة (1283هـ - 1866م) بعشرات السنين وقال الرحالة الفرنسي تافرنييه... في رحلته سنة (1063هـ - 1652م) (وأما المدن التي مررنا بها فهي العمارة وفيها قلعة مشيدة باللبن). ولعل تلك القلعة هي المركز الإداري الرمزي الوحيد في المنطقة الذي شيده العثمانيون، في القرن الحادي عشر الهجري بين بغداد والبصرة. وجاء في إحدى الوثائق السلطانية الموجهة إلى والي بغداد بتاريخ أواخر جمادى الأول (1114هـ - 1702م) أنها تدعوه إلى: فرض النظام وتقرير الامن في نواحي بغداد والبصرة وجاء فيها (أن تعمير وترميم قلعة العمارة وتنظيم الأمور القبلية بين بني لام، من أهم المهام المفوضة إليه، وشمل الحكم على تعليمات خاصة بذلك). وتناول عدد من المؤرخين والباحثين أفكاراً وأراء حول أصل تسمية العمارة وبدايتها وأرجح الإحتمالات في تسميتها تغني المتتبع، وهي في واقعها على تعددها لا تخرج عن معنى رئيسي، هو البناء العمراني والحضاري، الذي تميزت به المنطقة في عصور إزدهار الحضارة العربية والإسلامية.