يستعرض "كتاب مدينة صُحَار العُمانية" التاريخ العريق للولاية والمستقبل المشرق لها، فهي تعد إحدى أهم المدن العُمانية عبر القرون، وذات تواصل تاريخي عريق اتصف بالإنفتاح على كل الأمم والحضارات ويشهد لها الإرث الذي تحتضنه في كل زاوية من زواياها العريقة، كما أن حاضرها يثبت يوماً بعد يوم أن لها مكانه مرموقة تجعلها من أهم الحواضر العُمانية.
ولصُحَار أسماء قديمة عديدة منها: مزون ومجان، تثبت أهميتها التاريخية وتأثيرها القوي، وأضيفت لها أهمية أخرى بدخول مبعوث رسول الله عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم الصحابي الجليل عمرو بن العاص (رضي الله عنه) عندما وقف بين يدي ملكي عُمان آنذاك عبد وجيفر ابني الجلندي اللذين استقبلاء بعاصمة ملكهم صُحَار، لتكون بعدها هذه المدينة إشعاعاً منيراً للإسلام على هذه الأرض الطيبة دون إراقة دماء أو وقع حوافز الفرسان.
وقد أجاد الكاتب "حسن بن عبد الرحمن الهنيامي" استعراض هذه السياقات التاريخية والفترة الزمنية الحاضرة، فكتابه يتضمن سلسلة من الأحداث والتفاصيل التي ستظل مرتبطة بولاية صُحَار.
وتكمن أهمية ذلك في كونه مرجعاً شاملاً للباحثين عما يمكن إضافته لخزينتهم المعرفية عنها، واشتملت مواضيعه على الجوانب التاريخية والجغرافية للولاية، والحياة الإجتماعية القديمة والمعاصرة لأهلها، بالإضافة إلى الجوانب الإقتصادية والثقافية والدينية، والعادات والتقاليد والفنون التقليدية التي تزخر بها قرى ومناطق صُحَار، والحرف والصناعات التقليدية والزراعة والصيد البحري، كل ذلك شكل الحصيلة المتكاملة لصُحَار.