المؤلفة هي ابنة أميون، عاصمة الكورة الخضراء، بلدة الزيتون والخير والبركة... والدها معرّي أميون، الشاعر المربّي المقدسيّ حنا سعادة ووالدتها الأم الفاضلة ملكة مبارك... تربَتْ في بيت عُرِف بالعلم، والوطنية، والتقوى، فورثت عن والدها الموهبة الشعريّة، وعن الوالدين معاً الأخلاق الفاضلة... إلتحقت بالمدرسة، فتفوقت، ونالت أعلى الشهادات، فتخرَّجت طبيبة من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1940م ومتخصصة في أمراض النساء والتوليد سنة 1942م، من الجامعة نفسها... تزوجت الزعيم الكوراني، ابن بلدتها، الدكتور عبد الله سعادة، فكانت يده اليمنى في النضال القومي المُشرّف، أنجبتْ أربعة أطفال، وربتهم أفضل تربية، فجاء الولدُ منها سِرُّ الوالدين معاً، حَنّا الطبيبُ، وسليم حامل الماجستير في العلوم الإقتصادية ونائب الكورة 1990، 1992، 2000، والشهيد المهندس نقولا، والدكتورة ليلى مؤسسة ومديرة الفرع الفرنسي في كلية الحقوق وعميدة المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية... مارسَتْ مِهنةَ الطب، ولمّا تتقاعد، وسبعون سنة من العطاء تَشْهد لها، وسَنَحتفل بالعيد الألماسي من العمل الإنسانيّ، رصيدها الشعري ديوانان وعشرات القصائد في الوطنيّة، والحبّ، ووالدها، وأبنائها. إنها شاعرة الأمومة في أدبنا العربي، والمرأة الجديرة بالإحتفاء بها وتكريمها، فمتى سنرى الأوسمة تكرَّم، فتتلألأ على صدرها؟ وهل هناك أجدرُ من الدكتورة "مي" بالإحتفاء بها خُلُقاً، وعِلْماً، وزوجةً، وأمّاً، وطبيبةً، ومُناضلةً، وشاعرة؟...