يوم تكشر الدول العظمى عن أنيابها, وتلوح باستعمال أدواتها المدمرة، وترتجف فرائص ضعفاء العزائم، ويفتش المصابون بالخوف عن مخارج ضعيفة كنفوسهم يهب المجاهدون للدفاع عن أوطانهم وعقائدهم بعزمهم وسواعدهم، وفكرهم وأقلامهم، ليردوا كيد المعتدين، ويقوموا الذين خارت عزائمهم، وأدلوا...
يوم تكشر الدول العظمى عن أنيابها, وتلوح باستعمال أدواتها المدمرة، وترتجف فرائص ضعفاء العزائم، ويفتش المصابون بالخوف عن مخارج ضعيفة كنفوسهم يهب المجاهدون للدفاع عن أوطانهم وعقائدهم بعزمهم وسواعدهم، وفكرهم وأقلامهم، ليردوا كيد المعتدين، ويقوموا الذين خارت عزائمهم، وأدلوا بآراء تدل على ضعفهم وقلة تماسكهم. يومئذ ترى الناس نوعين: نوعاً يخشى حتى من خياله، وقسماً يثبت متمسكاً بحقوقه بقوة وعزيمة.. نوعاً ينهار فيفتش عن مخارج ظاناً أنها تجديه، وآخر يهتدي إلى طريق الصواب وهو الوقوف في وجه القوى الغاشمة بالفكر والسواعد. وكتابنا الذي نضعه بين يدي القارئ يمثل النوع الثابت في زمن التحولات ومحاوره "الشيخ" الذي يفتش في كتب التراث عن مخرج يبرر تحوله من الراجح إلى المرجوح. يمتشق المؤلف قلمه ويكتب بأسلوب حواري شيق، وهادئ رصين يحاور الشيخ الذي أفتى بإخراج المنطقة الشرقية من مسمى الجزيرة العربية معتمداً في ذلك الحوار على القرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والفقه الإسلامي، وتاريخ العرب والمسلمين، ويقف عند الملك عند العزيز آل سعود مبيناً أسباب انتصاره على أعدائه وصلابته في وجه الدول الكبرى، ويكمل المؤلف كتابه حتى يصل إلى أيامنا هذه بأسلوب رائع يؤدي بالقارئ إلى الإعجاب والثقة بالنصر مقدراً للمؤلف قدراته على الحوار واعتماده على ألأدلة والبراهين والحجج، واحترامه لمن يحاوره مستشهداً بنصوص شتى لمسلمين وغربيين لتوضيح فكرته وتأكيدها وعرضها، ومنبهاً على خطرها على كيان الدولة السعودية وسيادتها ووحدتها.