لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده الخاصة التي تتوارثها الأجيال المتتابعة وتحافظ عليها وتصونها من الإندثار والضياع، وهذه العادات والتقاليد تخضع لمؤثرات عديدة من بينها طبيعة تكون المجتمع والعوامل المؤثرة فيه كالأرض والسكان وحالة الاستقرار أو الفوضى التي تعم المجتمع....
لكل مجتمع من المجتمعات عاداته وتقاليده الخاصة التي تتوارثها الأجيال المتتابعة وتحافظ عليها وتصونها من الإندثار والضياع، وهذه العادات والتقاليد تخضع لمؤثرات عديدة من بينها طبيعة تكون المجتمع والعوامل المؤثرة فيه كالأرض والسكان وحالة الاستقرار أو الفوضى التي تعم المجتمع. والمجتمع العراقي لا يختلف عن بقية المجتمعات، فهو شأنه شأنها، له مقوماته الحضارية الخاصة التي حافظ عليها حتى في أحلك فترات حياته، وفي ظل السيطرة الأجنبية التي ابتدأت بالاحتلال المغولي ثم الاحتلال التركماني، وانتهاء بالعثمانيين، ورغم أن هذه الأقوام الغازية فرضت وجودها العسكري والسياسي لكنها لم تكن تمتلك ما يمتلكه العراقيون من أسس حضارية فكان عليهم الرضوخ لهذه الجوانب الحضارية الراقية التي تجسدت بالتقاليد والممارسات الفكرية والاجتماعية. وفي هذا الكتاب يعرض المؤلف للجوانب الحضارية والسياسية فيعرض لتاريخ مدينة بغداد، وبعض جوانب الحياة الاجتماعية فيها خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. كما يعرض لمظاهر الحياة الاجتماعية في حقبة الغزو العثماني والمدن العراقية وتطورها إضافة إلى النشاطات الاقتصادية في المدن العراقية والعوامل المؤثرة فيها.