يؤرخ هذا الكتاب لمماليك مصر والشام (648-922هـ/1250-1517م)، نقودهم، نقوشهم، مسكوكاتهم، ألقابهم، سلاطينهم، فيتحدث في الباب الأول وعنوانه: "المماليك وضم ثلاثة فصول، "تألف الفصل الأول من مبحثين، الأول: "إضاءة" تحدث عن "المماليك" بدءاً من المدلول اللغوي لكلمة "مملوك" وحتى تعيينهم في...
يؤرخ هذا الكتاب لمماليك مصر والشام (648-922هـ/1250-1517م)، نقودهم، نقوشهم، مسكوكاتهم، ألقابهم، سلاطينهم، فيتحدث في الباب الأول وعنوانه: "المماليك وضم ثلاثة فصول، "تألف الفصل الأول من مبحثين، الأول: "إضاءة" تحدث عن "المماليك" بدءاً من المدلول اللغوي لكلمة "مملوك" وحتى تعيينهم في الجيش، مروراً بوسائل جلبهم إلى البلاد وبيعهم وتربيتهم في "الطباق" تربية دينية صحيحة, أما البحث الثاني فهو: "إحياء الخلافة العباسية" وقام "ببرس" بهذا الإحياء، بعد احتلال المغول لحضارتها "بغداد". وجاء الفصل الثاني تحت هذا العنوان "نقود المماليك". وتألف فضلاً عن المدخل، من ثلاثة مباحث، أولها: "الدنانير الذهب" الذي حاول التحدث عن وزن الدينار الشرعي، وماذا حصل له في فترات حكم السلاطين المختلفة، وتأثير الدنانير الأجنبية عليه، وبشكل خاص دنانير "البندقية" والمحاولات التي جرت لإصلاحه. وكان المبحث الثاني عن: "الدراهم الفضة" وزنها الشرعي وما حل به من نقص، ومدى تأثير الفلوس النحاس عليها، ومحاولات الأوروبيين المستمرة لتهريبها، طمعاً في معدنها النفيس، وإعادة سبكها وضربها من جديد ريالات إيطالية. أما المبحث الثالث فهو: "الفلوس النحاس" التي راجت لدرجة أن عصر المماليك سمي بـ"سيادة النحاس". لقد كثرت أعداد هذه المسكوكات حتى صار التعامل بها وزناً لا عداً، وقد أثر ذلك في الناس كثيراً. وقسم الفصل الثالث إلى ثلاثة مباحث أيضاً، تحدث الأول عن "الرنوك والشعارات" أنواعها ورموزها وكيفية اكتسابها، أما الثاني الذي عنوانه: "الألقاب وشعارات السلطنة" فقد ذكر هذه الألقاب والشعارات التي نقشت على النقود، مع محاولة ذكر سبب النقش. وعالج المبحث الثالث: "المأثورات الدينية المقدسة" المنقوشة على النقود. أطلق على الباب الثاني عنواناً هو: "المماليك التركية (البحرية)". وقد بدأ بمدخل بين أصل المماليك، وكيف جلبهم "الصالح أيوب" وسر تسميتهم وغير ذلك، ثم بفصلين، الأول: "سلاطين العصور الأولى" تحدث عن أربعة عشر سلطاناً، بدءاً من "شجرة الدر" وحتى "ببرس الجاشنكير" وعنوان الفصل الثاني هو: "أولاد الناصر محمد وأحفاده" فلقد حكم اثنا عشر سلطاناً من أولاد وأحفاد "الناصر محمد" ثمانية أولاد وأربعة أحفاد. وقد اتصف حكمهم بصفات معينة، جعلتنا نخصص هذا الفصل لهم، ونعنونه باسمهم. أما الباب الثالث فعنوانه: "المماليك الجركسية (البرجية)". وتألف هذا الباب من مدخل تحدث عن نشوء دولة هذه المماليك، وسر تسميتهم، وخصائص هذه الدولة. كما ضم ثلاثة فصول، عنوان الأول: "الظاهر برقوق وأولاده" فهذا السلطان هو الذي أذن ببداية دولة المماليك الجركسية، وقد حكم مرتين، استفاد في فترة حكمه الثانية من تجربة حكمه الأول، فثبت ملكه، ووطد أركانه، وهيأ لأن يحكم أولاده من بعده، وقد نجح في مسعاه هذا، إذ حكم اثنان من أولاده الثلاثة، هما "فرج" و"عبد العزيز". وسلطن الأول مرتين، غير أنهما كانا ألعوبة بيد كبار الأمراء، وشهد حكمهما كذلك، ثورات عديدة، لقد كانا صبيين لا يحسنان التصرف، فسهلت إزالتهما عن دفة الحكم. وأضيف لهذا الفصل سلطنة الخليفة العباسي "المستعين بالله" إذ كانت سلطنته شكلية، فاستطاع "شيخ" إزالته، كما أزال من قبله "فرج". وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: "حكم الأوصياء" فبعد وفاة "شيح" الذي اتصف معظم حكمه بالهدوء، حكم دولة المماليك الجركسية، عدد من السلاطين الصغار الضعاف، مسلوخي الإرادة، وضعوا تحت الوصاية، لذلك صار الأوصياء هم أصحاب الحل والربط، يسيرون الأمور حسبما يرغبون ويريدون. وقد بدأنا الفصل بحكم "المظفر شهاب الدين أبي السعادة أحمد" الذي كان عمره أقل من سنتين، فأخذ وصيه "ططر" يحكم وفق هواه، حتى خلع السلطان الرضيع، وظفر بالسلطنة، ومن بعده حكم ابنه "الصالح محمد" البالغ من العمر إحدى عشر سنة، لذلك انفرد بالحكم الوصي عليه "برسباي" وخلقه وتسلطن بدلاً منه. ومن بعده سلطن ابنه الصبي "العزيز يوسف" وكان ألعوبة بيد وصيه الأتابك "جقمق" الذي خلعه وسلطن مكانه. وبعد أن توفاه الله تسلم السلطنة ولده "عثمان" البالغ من العمر تسع عشرة سنة، لكنه لم يستطع الصمود أمام الأتابك "اينال" فخلعه وتسلطن بدله، وعهد بالسلطنة من بعده لابنه "أحمد" الذي لم يستطع الصمود أمام الأمراء فقام الأتابك "خشقدم" بخلعه وتسلم الحكم. وكان حكم خلفه "بلباي" من الضعف، لدرجة أن الأمور كلها صارت بيد دواداره الكبير "خيربك" فعزل السلطان وعين بدله "تمربغا" وخلع وعين بدله الأتابك "قايتباي" الذي حكم ما يقرب من ثلاثة عقود من السنين، وقد اتصف حكمه بحسن التدبير. وبعد موته، بدأت مظاهر الضعف تظهر في جسد دولة المماليك الجركسية، ولهذا فقد سمي هذا الفصل وهو الثالث "سلاطين الضعف والفوضى" فبعد أن وصلت دولة المماليك إلى ما وصلت إليه من قوة ونفوذ واتساع بدأت تباشير أفولها تلوح في الأفق، بدءاً من حكم "الناصر أحمد" ومن تلاه. وقد بلغ الضعف مداه لدرجة أن السلطان الشجاع "الأشرف طومان باي" كان يتوسل في مماليكه، ويحثهم على الخروج لقتال العثمانيين، فكانوا يرفضون ويمتنعون، وظل يقاتل لوحده في زمرة قليلة، حتى قبض عليه وشنق، وبذلك انتهت دولة المماليك.