كان للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي مرّ بها العراق إبان الحكم الملكي، قد دفعت ضباط الجيش إلى العزم على الإطاحة بالنظام الملكي. وقد اتفق هؤلاء الضباط لا سيما بعد حرب فلسطين 1948 على تنفيذ ما عزموا عليه، فنظموا أنفسهم لإطاحة النظام الملكي وإنهاء...
كان للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي مرّ بها العراق إبان الحكم الملكي، قد دفعت ضباط الجيش إلى العزم على الإطاحة بالنظام الملكي. وقد اتفق هؤلاء الضباط لا سيما بعد حرب فلسطين 1948 على تنفيذ ما عزموا عليه، فنظموا أنفسهم لإطاحة النظام الملكي وإنهاء الهيمنة البريطانية في 14 تموز 1958. لقد انتهت الثورة ببداية عهد جديد في تاريخ العراق المعاصر. كان من المؤمل أن تعبر عن الهوية الوطنية والقومية للعراق. إلا أن سياسة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بإطلاقه العنان للشيوعيين في الأشهر الأولى للثورة أدى إلى ابتعادها عن مبادئها التي أعلنت من أجلها. لقد وقف رجال الثورة ومن ضمنهم الزعيم الركن ناظم الطبقجلي ضد هذه السياسة. فقد حاول بشتى الوسائل سواء بالكتب الرسمية التي كان يبعثها أو عن طريق اللقائات التي جرت بينهما، أن يقنع عبد الكريم قاسم بالعدول عن سياسته التي ستؤدي إلى كارثة يصعب السيطرة عليها. لقد توزع الكتاب على أربعة فصول، تناول الفصل الأول نشأة الطبقجلي وحياته الأولى ودراسته، ثم دخوله الحياة العسكرية، ودوره في إحدى كتل الضباط الأحرار. وتضمن الفصل الثاني أبرز ما قام به الطبقجلي من أعمال حين أصبح قائداً للفرقة الثانية في كركوك بعد ثورة 14 تموز، وموقفه من تشكيل مجلس قيادة الثورة، والصراع الذي دار بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وجهوده في منع انتشار الحزبية في الجيش، وتحذيراته من الشيوعيين. وتناول الفصل الثالث بداية تفكيره بالحد من سياسة عبد الكريم قاسم المساندة للشيوعيين، وجوره في التخطيط لانتفاضة الشواف. أما الفصل الرابع فكرس لأحداث اعتقاله ومحاكمته وإعدامه.