يتناول الكتاب الذي بين أيدينا "القاعدة النحوية" منهج النحاة في وضع القاعدة، ويحلل وينقد، ويختار ويصحح، ويحرر ويوضح، ويتتبع ويوثق، وتمثلت ذروة هذا ... البحث في فصله الثالث "المعنى والقاعدة"، لأن كل عمل لغوي يهدف في النهاية إلى جلاء المعنى وإيضاحه، ولأن النحو بكل معطياته هو...
يتناول الكتاب الذي بين أيدينا "القاعدة النحوية" منهج النحاة في وضع القاعدة، ويحلل وينقد، ويختار ويصحح، ويحرر ويوضح، ويتتبع ويوثق، وتمثلت ذروة هذا ... البحث في فصله الثالث "المعنى والقاعدة"، لأن كل عمل لغوي يهدف في النهاية إلى جلاء المعنى وإيضاحه، ولأن النحو بكل معطياته هو الوجه الآخر للعملة التي وجهها الأول الدلالة، ولذلك يصبح النحو مدخلاً أساسياً لفهم أي نص من النصوص، ومن هنا اتكأ عليه بعض دارسي النصوص وانطلقوا منه، وهذا اتجاه صحيح وفهم صائب. ولقد وفق المؤلف توفيقاً كبيراً في إثارة هذا الجانب ودرسه، وكان سيبويه ملاذه في كثير من الأفكار.
إذ جاء هذا البحث، ليدرس الظاهرة النحوية، فيتناول تشكل المصطلح، وطبيعته في نظام اللغة التركيبي، وكيفية بناء القواعد وتنوعها بحسب علاقتها بمصادر الاحتجاج، كما يتناول العلاقة بين المعنى والقواعد في مرحلة التقعيد وفي التحليل الذي يجري على هديها، ثم يدرس علاقة القواعد بالقياس عند بناء الأحكام وتجريدها وفي أثناء القياس عليها، ومن هنا انقسم البحث إلى أربعة فصول وخاتمة.
تناول الفصل الأول مفهوم القاعدة فتتبع المعنى اللغوي، وناقش تشكل المصطلح في الميادين العلمية عامة والنحو خاصة، والألفاظ الأخرى التي استخدمها النحاة بمعنى المصطلح المذكور. بعد ذلك ناقش طبيعة القواعد بحسب علاقتها بالجانب التركيبي، ووقف عند قواعد الأبواب أولاً، ففصل الحديث فيها، ثم انتقل إلى دراسة القواعد التوجيهية، التي تعد مجموعة من الأسس والأدلة في الخلاف النحوي، وفي المفاضلة والترجيح بين أوجه التحليل.