-
/ عربي / USD
استعمل الأستاذ فاضل الربيعي المنهج الأنثروبولوجي وقام بتحليل موضوعي للتجربة العراقية، وأعاد قراءة الأحداث التي جرت بعد الاحتلال في 9 نيسان / أبريل 2003 قراءة تربط الظواهر والتداعيات بالنتائج وبالتاريخ الاجتماعي السياسي، فقد حاول فهم جوهر الصراع ومحركاته الثقافية، وبرأيه أن ما جرى بين عامي 2006 و 2010 ليس حرباً أهلية تصادمت فيها كتل اجتماعية وروحية وثقافية بل صراع سياسي عنيف استُخدمت فيه الطائفية سلاحاً. استعاد المؤلف الأسطورة والتاريخ القديم والمعاصر ليثبت وجهة نظره، فقام بتحليل الوقائع، وبين أنه بالرغم من اختلاف العصور فإن العناصر المؤلفة للحدث بقيت هي نفسها، لهذا لجأ إلى تفكيك المفاهيم التي جرى استخدامها في توصيف الأحداث خلال تلك الأعوام، ثم أعاد تركيبها. بينما لجأ الدكتور وجيه كوثراني في بحثه إلى وضع مداخل ثلاثة؛ الأول المدخل الأنثروبولوجي الثقافي لموضوعات الطوائف وقصد أن ثمة ثوابت في الخصائص الإثنية أو الجماعة الدينية تتجسد في العادات والعبادات واللغة واللهجات والطقوس والأساطير والرموز يعاد إنتاجها في الحياة اليومية للناس، من أجل تقوية الجماعة وتماسكها واستمرارها. وبين أن الدولة العربية الإسلامية عبر التاريخ كانت دولة أسر وأقوام ذات شوكة، وأساس الاجتماع السياسي هي القبائل والإثنيات والطوائف. المدخل الثاني كان سياسياً دستورياً وقانونياً لموضوع الدولة، فالدولة العربية استعانت بالدساتير الغربية كي تصوغ قوانينها ودساتيرها. فإلى أي حدّ تقاطع المعطى الأنثروبولوجي الثقافي للجماعات مع تقليد قيام الدولة الحديثة؟ أما المدخل الثالث السياسي الاجتماعي فقد تساءل المؤلف فيه عن دور العمل السياسي التغييري؛ لماذا يراوح العمل السياسي مكانه في لبنان؟ كما تحدث عن دولة الطوائف اللبنانية التشاركية وبيّن ما هو الميثاق الوطني؟ وتكلم على الليبرالية اللبنانية ومفارقاتها في الاجتماع السياسي. كما بيّن واقع الرهان الديمقراطي بعد الطائف، وكيف نمت الزبائنية على حساب المواطنية، ومأزق الانتقال من الاجتماع العصباني الطائفي إلى الاجتماع الوطني، وأوضح أخيراً لماذا لا يتعظ اللبنانيون؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد