هذه الطبعة الثانية لكتاب "الحكم العطائية: شرح وتحليل"، قد استقر بها هذا السفر على وضعه النهائي بعد مراجعة المؤلف له المراجعة الأخيرة، وبعد متابعة دار الفكر، ليخرج في حلة بهية تليق بالمضمون أصله وشرحه الرائع للكتاب.

بدأ المؤلف كتابه بشرح الحكم في حلقاته التي عقدها في المساجد، فأقبل عليها جمهرة الشباب وطلاب العلم والمثقفون، ظهر فيها نفس جديد في الشرح الحي للحكم المختزلة اختزالاً على نحو لا تتأتى فيه معانيها لكل أحد، فأبدى المؤلف محاسنها، وتوقف عند مغاليقها، وسلط النور على زواياها، وقرأ ما وراءها، حتى تجلت للناس.

وشايعت دار الفكر هاتيك الحلقات التي لقيت قبولاً، فسجلتها في أشرطة سماعية وأخرى مرئية، ذلك لأن الموضوع يهمها، وهو موضوع تزكية النفوس والرقي بها لبناء المجتمع المنشود.

ثم إن الدار مع استمرار الحلقات حرصت مع المؤلف على إصدارها في كتاب ينتفع الناس به، يرجعون إليه كل حين، يقرؤونه كلما اضطربت بهم الحياة، والتوى بين أنظارهم الطريق المحير.. فأفرغت لهم شرائطه، وحولتها إلى صفحات مسددة، أعمل فيها المؤلف قلم المراجعة والتعديل الذي يقتضيه كل عمل شفوي تسجله الأقلام.. وانتهى إلى الشكل الذي رضي عنه واطمأن إليه.

وإيماناً من الدار بتطوير العمل وتحسينه دوماً وخدمه الكتاب على الوجه المهني الراقي فقد اقترحت على المؤلف أن يعيد النظر في عبارته، لإخراجه في طبعة ثانية، لتكون هذه الطبعة في مجلداتها الأربعة بدل الطبعة الأولى بأجزائها الخمسة. وليكون معها في هذه المرة قرص مدمج هدية من الدار، مسجل بصوت المؤلف يتضمن فقرات هامة من دروسه في الكتاب، من أجل أن تضع القارئ الذي فاتته الحلقات في جو الموضوع وموارده الأولى.. ولمن يحب أن يستمتع إليه في السيارة أو في المنزل أو المكتب.