يشعرك هذا الكتاب وأنت تتصفحه بأنك أمام عمل فريد متميز، في لوحة جميلة مطرزة بباقة رائعة ومؤثرة من الأحاديث النبوية الشريفة، تنتظم بطريقة سلسة ومترابطة.. فما الجميل والجديد فيه؟!
جميل أن تستدل على قدسية المسجد الأقصى وبركته، وأنه مكرّم بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، لكن المعنى اللطيف والأكثر لفتاً للانتباه أن تستشعر بالدليل القاطع أنه محل اهتمام كبير من النَّبي خير البشر ، وأنه صلى الله عليه وسلم يعطي كل هذا الاهتمام بالمسجد الأقصى والقدس.
إنه بلا شك عمل مبارك أرى أن قيمته عظيمة، خاصة بما يمتاز به أسلوبه وطريقته التي تعتمد على جمع الأحاديث الواردة في هذا الشأن.. فالأقصى لم يرد بحقه أحاديث قليلة كما يظن الكثيرون، ولكنها هنا عشرات وعشرات!!

هذا العمل يرسخ انتماءنا إلى أمة عظيمة، وإلى تاريخ حافل وجذور ممتدة فيه، ويؤكد على مصادر هويتنا وثقافتنا التي نعتز ونفتخر بها ، و على انتسابنا إلى رسالة الأنبياء، واتباعنا لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إن العيش في الظلال الوارفة لأحاديث النَّبي صلى الله عليه وسلم كفيل بأن يجعل القدس حاضرة في القلوب والعقول، والمواقف والبرامج، وأن يجعلها عاصمة دائمة لكل ما هو جميل ومقدس ومبارك.. نغرسها في قلوب أبناء شعبنا وأمتنا، ونعلمها للأجيال من بعدنا، لتكون نبراساً ونوراً وبركة، وملهماً وحافزاً لمزيد من الجهاد والمقاومة، والعمل الجاد الدؤوب الساعي لتحرير الأرض واستعادة القدس وتطهير المقدسات بإذن الله.

خالد مشعل