يعمد المؤلف، في كتابه هذا، إلى مساءلة الخطاب الفكريّ العربيّ، الذي تناول مسألة الهويّة، لدى ثلاثة من المفكرين العرب، هم: عبد السلام بنعبد العالي، ... وعلي حرب، وأمين معلوف؛ الذين قدموا نماذج إجرائية لتفكيك الفهم السائد لمصطلح الهوية على الصعيد العربي. ويتناول الكتاب التطور...
يعمد المؤلف، في كتابه هذا، إلى مساءلة الخطاب الفكريّ العربيّ، الذي تناول مسألة الهويّة، لدى ثلاثة من المفكرين العرب، هم: عبد السلام بنعبد العالي، ... وعلي حرب، وأمين معلوف؛ الذين قدموا نماذج إجرائية لتفكيك الفهم السائد لمصطلح الهوية على الصعيد العربي.
ويتناول الكتاب التطور الدلالي لمصطلح الهوية لغوياً ومنطقياً، ويقف عند أهم التحولات التي جرت عليه حتى الآن في ضوء المتغيرات الكبرى التي تجريها العولمة والحوسبة وثورة المعلومات في عالمنا المعاصر.
إن "الهوية" هي السؤال الأكثر إلحاحاً على الوعي العربي المعاصر، لا لأن الوجود العربي برمته وجود مضطرب ومنهك كلياً بسبب ما يتعرض له من تهديدات خارجية وداخلية. ولذا فإن هذا الوجود الذي يبدو أحيانا، على وشك الخروج من التاريخ، وأحياناً أخرى على وشك الدخول في التاريخ، هو وجود مشغول بذاته وبأسئلتها الابتدائية الأولى، التي تجاوزتها أمم أوروبا وأمريكا الشمالية. إن سؤال "الهوية" هو ذلك السؤال الناجم عن تحلل الـ"نحن" العربية الجامعة، وانهماك الإنسان العربي في البحث عن ذاته المفقودة وسط كل ذلك الغبار الذي خلفته انهياراته المتتالية طيلة أكثر من قرنين، ولذا فإن إخضاع "الهوية" للنقد والقراءة والعقلنة أمر ضروري، وذلك ما يضفي على هذا الكتاب أهمية خاصة بصفته محاولة جادة للمساهمة في هذا الأمر.