-
/ عربي / USD
المدن تشبه النساء، لا بدّ من وصفها كما نصف المرأة، فهذه مدينة باكية مفكّكة بلهاء، وتلك رماديّة مسمومة منفوخة بالكآبة؛ هناك مدن مزيّفة ترقص الديسكو... وتعزف الجاز وتقرأ ماركس وجان بول سارتر، لكنها تغلق الباب في السابعة مساءً بوجه بناتها، وهناك مدن وحشيّة متخبّطة سفّاحة خبيثة تأخذ منك المال والهدوء ولا ترجع منها إلاّ بفرحة الاكتشاف (أنّك لن تراها بعد اليوم أبداً).
مدن كلّكم يعرفها ويرفض السفر إليها فهي، إلى جانب نصف سيّئات الدنيا المبوّبة عند أبوابها، مشوّهة، حالكة، لزجة، ما دامت من أوّل ختم على جوازك تفهم كم هي خاوية وذليلة وبائسة.
كان جدّي شاعراً. قال يوماً: إنّ المدن حكّامها.
والمدن الميّتة التي أحكي عنها كانت، كما قال جدّي، ميّتة بحكّامها فعلا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد