-
/ عربي / USD
صحيح أن إشكالية علاقة العرب بحضارة الغرب، أمر واقع فرضته سنة الحياة، فأوروبا ومكتشفاتها التقنية والعقلية دخلت في العرب منذ قرون وصار من المستحيل رفضها أو تناسيها، كل هذا صحيح، أوروبا أمر محتم، ولكن ذلك لا يعني إلغاء الآخر، والذي يعني فقدان العرب لهويتهم، هذا الواقع الذي يتخبطون به من خلال مفاهيم: التقدمية، الحضارة، المدنية، الماركسية الوجودية... كل هذه المفاهيم اعتنقوها مستبدلين بها هويتهم ثم أضحت ذاتهم جريحة.
والمؤلف في هذا الكتاب يسعى جاهداً إلى إبراز عمق تلك الإشكالية الثنائية التي وضع العرب أنفسهم أمامها منذ أجيال. أما اعتبار الغرب هو الجنة الموعودة والنموذج الأمثل للتقليد والمقارنة، كما يتصور العلمانيون، أو اعتبار هذا الغرب جهنم وبؤرة للفساد والتفسخ، كما يتصور المتدينون.
لذا يسعى المؤلف من خلال فصول هذا الكتاب الخمسة إلى إيجاد مخرج منهجي لتجاوز هذه الإشكالية ويبقى نجاح ذلك رهيناً بمدى قدرة العرب على ابتداع تيار وسط يحترم الخصوصية الدينية والحضارية والشعبية، وفي الوقت نفسه ينفتح على علوم الغرب وتقنياته ومعارفه مع الحفاظ على نظرة نقدية إنسانية تميز بين عيوب الغرب ومحاسنه وذلك لتجنب هوس العلاقة بالغرب، مقتاً أو عشقاً، وذلك لإقامة علاقات طبيعية معه، ومن دون خضوع واتمساح وتمزقات فردية وجماعية، وليخلق حالة من الاستقرار السياسي والسلام الاجتماعي والاعتدال الاقتصادي، دون حرب أهلية ودولية وانمساخ علماني وديني وفقر مدقع وأزمات اقتصادية وحياتية مستمرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد