قسم العلماء رواية أحداث التاريخ الإسلامي بين ثلاثة رواة، أبى مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس، والوافدي بالحجاز والسيرة، وقد اشتركا في فتوح الشام، وهنا تبرز أهمية أبي مخنف في تغطية أخبار تلف أحداث العالم الإسلامي يوم ذاك، فكان مؤلفه محط اهتمام اهتمام الباحثين والمطلعين في أخبار التاريخ الإسلامي، لذا فقد جاء محققاً حيث عني الباحث بوضع خطوط عامة عن حياة هذا المؤرخ فكان حديثه أولاً عن أبي مخنف ونسبه وأسرته وولادته ونشأته وشخصيته وثقافته، ومن روى عنهم، ومن ردوا عنه، ورواياته وكتبه ومن ترجم أو تعرض له ليكون ذلك بمثابة تمهيد، ينتقل بعدها المحقق للحديث عن كيفية عمله في هذا المؤلف وعن مصادره ليستعرض بعد ذلك متن تاريخ أبي مخنف. وقد اعتنى المحقق بتخريج الآيات والأحاديث والأعلام والمدن، مع شرح ما غمض من عبارات ومفردات جاءت في سياق المتن الأصلي.