-
/ عربي / USD
يحق للفلسطينيين أن يفاخروا العالم بتطريز الأثواب النسائية على نحو متميز، يعبر عن شخصية متفردة برؤيتها للأشكال والألوان، بقدر ما هي متفردة برؤيتها للتجربة الإنسانية.
فهذا الفن الشعبي المتوارث منذ أقدم عصور الحضارة، والذي طورته كل قرية في فلسطين على غرارها الخاص، فيه من الرقة والرهافة والتنويع ما يدهشنا اليوم بأصالته، وهو في الوقت نفسه مستقي من ملاحظة دقيقة للطبيعة وأشكالها، لتحويرها بحيث تتلاءم وغرزى الإبرة مع ما كان ميسراً للمرأة محلياً من خيوط وأصباغ.
إنه بمجموعه يمثل فرحاً بالحياة، وإقبالاً عليها، وتجاوباً،حتى ليكاد يبدو و:انه وليد طقوس هي طقوس الخصب ورفض الموت والتهليل لقوى الانبعاث في الإنسان كما في الزرع والضرع.
ولذا، إذا ساور المرء الشعور، وهو يتفحص هذا السجل المصور الجميل، بأن شيئاً كاللهيب يتبدى دائماً من خلال الزخرفية وتراكبها، فما ذلك إلا لأن المرأة الفلسطينية ما نقشت وطرزت ثوباً لنفسها أ, لغيرها إلا وهي تحتدم حساً بروعة الوجود وغزارته. إن هذا التطريز فن أبدعه حب عارم لكل ما هو حي. جبرا إبراهيم جبرا
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد