رحلتان قام بهما محمد رشيد رضا إلى سورية، الأولى سنة 1908 بعد إعلان الدستور العثماني، والثانية سنة 1919 في بداية الانتداب الفرنسي، آثرنا أن يضمهما ... مجلد واحد يرصد التحولات الكبرى التي عصفت بالمنطقة خلال الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية وتفككها. إن المكانة...
رحلتان قام بهما محمد رشيد رضا إلى سورية، الأولى سنة 1908 بعد إعلان الدستور العثماني، والثانية سنة 1919 في بداية الانتداب الفرنسي، آثرنا أن يضمهما ... مجلد واحد يرصد التحولات الكبرى التي عصفت بالمنطقة خلال الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية وتفككها. إن المكانة العلمية السامية التي اتسم بها هذا العالم الأديب تزيد من أهمية هاتين الرحلتين. فهو يعدّ من كبار أئمة المسلمين والمصلحين الاجتماعين في النصف الأول من القرن العشرين كسلفه المفكر الرائد عبد الرحمن الكواكبي.
قدّر لرشيد رضا في رحلته الأولى أن يشهد الآثار التي تركها إعلان الدستور العثماني على الحياة السورية، وفي رحلته الثانية أن يكون المؤرخ اليومي لوقائع دخول الجنرال غورو دمشق وإقصاء فيصل عنها وما جرى من أحداث وردت مفصلة في رحلته، وكان الشيخ يومذاك يتصرف كمسؤول أول عن بلاد الشام، ويقترح على فيصل تعيين الوزراء، وفي أحلك الظروف يقصده المسؤولون للاستشارة. وعاش مثالاً في الجرأة والصراحة، فحين اختلف فيصل مع أعضاء المؤتمر السوري، قال الأمير: أن الذي أوجدته-يقصد المؤتمر-فردّ عليه رشيد رضا قائلاً: بل هو الذي أوجدك فقد كنت قائداً من قواد الحلفاء تحت قيادة الجنرال اللنبي، فجعلك المؤتمر ملكاً لسورية.