-
/ عربي / USD
ركض عمي خلف سني شبابي يبحث عن مخرج لسني مشيبه، وتوهم المخرج في شبابي!
لم يرحم نفسه، ولم يترك لتجاعيد وجهه احتراماً في عيون الآخرين. تلبس سواد الأرامل في وجهه، ولهث خلف أقدامنا!
لقد علمني عمي كل أنواع الحزن.. ليس على لقمتنا وحسب، بل على جشعه. لقد تركت له كل شيء كما ترك أبي –رحمه الله- لنا كل شيء.
أروى ظمأه من تدفق الماء من صنبور دار أبي، وحمل وجهاً يردد به لسانه أنه أخو أبي، وقال عن نفسه ما كان أبي يفعله.
تمجد عمي كثيراً حينما نطق الآخرون اسم أبي أمامه.
تعب عمي في أن يجد مكاناً بجانب مكان أبي، فكل الأماكن تحمل بقاء أبي رحمه الله، وقررت أن أشبع جشع عمي، وأعزف له كل سمفونيات حزني وعذابي. لن تشبعني لقمة أبي الكبيرة وجشع عمي يطاردها، ولن ألتهمها وعيون عمي لا ترسم أمامها سواها!
سآخذ لقمة أبي لغيرنا، فخلفنا وجوه يشبعها فقط النظر إلى لقمة أبي، ولن أبكي ضياع لقمة أبي، فيكفي أن تدمع عين عمي لها!
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد