القصة العربية القصيرة تعاني من فقر مدقع، ففي مجال الشعر والرواية يلاحظ المتابع تطورا ملحوظا وأعمالاً مباشرة. وإذا كان بعض الكتاب قد كتبوا في حقل ا... لقصة القصيرة فكأنما كانت كتابتهم في هذا الحقل مجرد استراحة محارب بعد معاناة إبداع عمل أدبي ضخم... لا حجماً بل عمقاً. إن للقصة...
القصة العربية القصيرة تعاني من فقر مدقع، ففي مجال الشعر والرواية يلاحظ المتابع تطورا ملحوظا وأعمالاً مباشرة. وإذا كان بعض الكتاب قد كتبوا في حقل ا... لقصة القصيرة فكأنما كانت كتابتهم في هذا الحقل مجرد استراحة محارب بعد معاناة إبداع عمل أدبي ضخم... لا حجماً بل عمقاً.
إن للقصة القصيرة أدوات معقدة لا يستهان بها، فهي ليست مجرد استراحة قصيرة بين عمل كبير وآخر. وهي ليست مقدمة سريعة للتعريف بروائي صاعد.
إن قصة همنغواي "وطن المحارب" المترجمة في هذا الكتاب "لا تقل أهمية وخطراً عن روايته "لمن تقرع الأجراس" آخذين بعين الاعتبار اختلاف أدوات التقييم بين القصة القصيرة والرواية-وإن قصة شتاينبك "فرار" على سبيل المثال لا الحصر المترجمة هنا أيضاً، لا تقل شأناً وعمقاً، وإنسانية عن روايته "عناقيد الغضب".
ومن هنا كانت قراءة هذا الكتاب الذي يحتوي روائع من القصص الغربية القصيرة ضرورية لمعرفة قيمة القصة القصيرة في ذاتها ولذاتها.