-
/ عربي / USD
كلما تصف حيها الجنوبي قالت له: " هات البصر كله معاك "... ظلت تصف الطريق إلى بيت زوجها، وليس في باله غير الطريق إليها. في البستان لا توجد طرق وممرات منظمة. الأشجار والنباتات فيه على هندسة الخواطر: خاطر البستاني، خاطر الشجرة، خاطر العصافير، وخاطر الأرض. وعندما يقرر إبراهيم البستاني تخصيص مساحات (أشرب) جمع (شُرب) لخضراوت معينة يتحول الشُرب إلى حفلة من النباتات المختلفة تنمو بإذن الماء وتلك الخواطر، فلا يدخل الضيق البستاني ولا يكترث. ليس في البستان جهة تشبه جهته. البساتين لا تتشابه، يتوق إليها، يحب رائحتها التي تتغير كل لحظة. في البساتين يضج البصر وترتاح العين. لا شيء فيه يشبه مثيله. العين على خط المفاجآت. لا نظام. لا عقل. أغصان أمزجة متداخلة. لا فراغ إلا وينظر فيه حياة جديرة بالرغبة أو بالمصادفة... البساتين خواطر. كان يسميها البستان. تبتسم، تقول (الله) تستدرك في خفة الفرح وتقول "أنا إسمي بدرية". فلما وصل الحي وجد بدرية تقلب وجهها في ثلاثة مداخل كلها تؤدي إليها. سلم عليها فردت ولم تكمل. تركت الحال يهبه ما يحتاجه ليقلب عينيه فيها. لا يحتاج إلى أكثر من حركة الهواء الشفيف بين عينيها، شرط البصر. قالت "إنتظر" ودخلت البيت. الأحداث تتوالي فتأزم الأمور وتنفرج، والتركيز الأساسي على دور مربي الحمام وأشهر صيادي الحمام الهارب في البلاد والذي رأى سير البيوت من سطوحها. يحاول الروائي من خلال روايته تصوير المجتمع بعاداته وتقاليده التي تتحكم بأفكاره وبمصيره.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد