-
/ عربي / USD
شكل فكر "أمانويل" كنت قمة نزعة التنوير وبداية انطلاقة جديدة في تاريخ الفكر الفلسفي، فقد آمن بالعقل واستقلاله عن كل سلطة خارجة، وقرر أن "العقل الإنساني لا يعترف بقاض آخر غير العقل نفسه"، لكنه في الوقت نفسه وضع لمقدرة العقل على المعرفة حدوداً يجب عليه ألا يتعداها، ومن هنا كان اهتمامه الأكبر ببيان هذه الحدود، حتى يضمن للعقل داخل نطاقها السيادة المطلقة.
والإنسان صاحب هذا العقل المطلق السيادة في ميدانه، ينبغي عليه أن يسعى لتوطيد سلطان العقل، وأن يحكم العقل في كل ما يصدر عنه من أفعال، وما يستشعره من عواطف وإحساس: تعني من الأخلاق، والسياسة، والدين، وتذوق الجمال.
ومن هنا كان الواجب، والآمر المطلق في الأخلاق، وكانت الحرية والاستقلال والسلام الدائم والعدل المطلق في السياسة، التحرر العقلي الخالص ن قيود الرسوم والطقوس من الدين والمعيار الصارم في تحديد الجميل في علم الجمال، وبنزعته العقلية النقدية معاً تجاوز التوكيد من ناحية، والشك من ناحية أخرى، فصار عبر كليهما: فإن أكد في حدود التجربة الممكنة وداخل نطاق العقل، وإن شك فيما يتجاوز هذا النطاق وأبقى على ما هو في داخله. وفق هذه الرؤية وضح كنت فلسفته في الدين والتربية.
وما يدرسه هذا الكتاب هو الرؤية الفلسفية عند كنت في مسألتي الدين والتربية، حيث تم تقسيم المتن بطريقة منهجية ثم من خلالها بداية دراسة عنايته بفلسفة الدين ونظرته للدين وتأويله للكتب المقدسة، من ثم طرح أفكاره في الإنسان وطباعه كاشفاً عن صراع النفس بين مبدأي الخير والشر، ورداً على سؤال مناده كيف يمكن تهيئة انتصار الخير على الشر؟ بعد ذلك قام بتحليل نظرته لليهودية والمسيحية والعلاقة بين الكنيسة والدولة وذلك من خلال آراءه الفلسفية.
أما القسم الثاني من الدراسة فجاء هول فلسفة التربية عند كنت حيث تحدث عن كتابات وآراء كنت في التربية كما وضح نطاق المشابهة بين كتاب "المنهج" لبارزدوف وبين كتاب "في التربية" لكنت، من ثم عكف على دراسة رأي كنت من أخلاق الطفل محدداً واجبات الإنسان نحو نفسه ونحو الآخرين. وأخيراً توقف عند كتاب "في التربية" لكنت مناقشاً محتواه والآراء التي ساقها كنت فيه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد