-
/ عربي / USD
كانت المرأة في الماضي علامة هامشيّة في متن الهيمنة الذكوريّة، ومع الانقلاب الثقافيّ، في بدايات القرن العشرين، انتقل الهامش إلى المتن، فصارت اللغة ... السردية (الرواية) ديوان العرب، وصارت المرأة أهمّ إشكاليّات الرواية، كاتبة ومكتوباً عنها؛ ومن هنا تعدّ جماليّة المرأة، داخل بنية اللغة السردية، محركاً رئيسياً للبنى السردية كافة، ابتداءً من العناوين وانتهاءً بالفقرات الأخيرة في المتن، سواء أكانت المرأة حاضرة أم غائبة، لتشكل بالتالي لغة السرد من خلال تفاعل الكتابة مع المرأة بوصفها شخصيّة، وبطلة، وصوتاً يعبّر عن ذاته، ومنظوراً لرؤية العالم، ودوراً حافزاً في بناء شخصية الآخر، وطبقة جنسويّة، وعلامة رمزية، وجسداً متعدد الإيحاءات، وثقافة مغايرة لما هو سائد، وإنساناً له طبيعة الحياة الواقعية المليئة بالتناقضات، وعلامة أنثويّة تفصل بين الأخلاق ونقيضها، وكابوساً أو أسطورة أو خرافة أو سراباً أو سحاباً.
إن المتتبع لشخصية المرأة في الرواية الفلسطينية يجد صورها وعلاقاتها لا تتجاوز أربعة نماذج: المرأة المستغلة المطحونة اجتماعيّاً/والمرأة الجسد المستقبلة لمغامرات الآخر/والمرأة العبء في الواقع الفلسطينيّ المشبع بالضياع/والمرأة الرمز للخصب والوطن والمعبّرة عن جماليّة الحياة الفلسطينية قبل زمن الاحتلال.
ولا تعني هذه النماذج أنّها الصيغ الكليّة لحركيّة المرأة في الرواية الفلسطينية، إذ نجد نماذج أخرى تطرح فيها المرأة من خلال الرموز والأقنعة والأساطير والخرافات والقضايا الاجتماعية والثقافية والنفسية..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد