يضم هذا الكتاب مجموعة ما كتبه الريحاني في النهضة القومية والشؤون السياسية. وكانت بعض مقالات هذه المجموعة قد ظهرت في الطبعات الأربع الأولى من كتاب "الريحانيات". غير أن القسم الأكبر منها لم ينشر قبل الطبعة الأولى من "القوميات" الذي يتوزع في جزئين: الأول يضم ما كتبه الريحاني قبل رحلته العربية ويدور حول فكرة التحرر العربي سياسياً واقتصادياً وقومياً. والثاني يضم ما كتبه أمين بعد رحلته العربية ويدور حول مبدأ الوحدة العربية وأسس العمل السليم لتحقيقها. الأول يتراوح زمناً بين 1908 و1921 والثاني يتراوح بين 1922 و1939، أي عاماً واحداً قبل رحيله.
هذا وإن معظم هذه القوميات كتبها الريحاني في بلدته الفريكة. أما التي كتبت خارجها فإن بعضها يحمل اسم المكان الذي وضعت أو ألقيت فيه. ويستطيع القارئ، بمراجعة المقالات، في تسلسلها التاريخي أن يكوّن فكرة لا عن تطور البلاد السياسي فقط؛ بل كذلك عن تطور الوعي العربي الذي دعا إليه أمين الريحاني مبكراً وساهم في تطويره مفكراً وعاملاً وخطيباً.
لقد كان حب أمين الريحاني للعالم العربي بشعل منه كل خاطر. وكان في جميع محاولاته للنهضة العربية والوحدة العربية ذلك المصلح الإنساني، الباني لمجد بلاده التليد، وكان، إلى شديد إيمانه وحماسته للقضايا القومية، بعيد النظر منطلقاً إلى قيم إنسانية مثالية صادحاً بالحق غير متبع لهوى.