هذا الإبداع النقدي الجديد، للناقد العربي "شاكر النابلسي" يأتي بشيء جديد وهام.. فهذا الكتاب يحمل بين طياته، ميلاد مدرسة غربية نقدية جديدة، هي مدرسة... (النقد الملحمي). فمنذ عشرات السنوات ونحن نستعمل، ونطبق على أدبنا العربي، مناهج مدارس أجنبية، كانت قد قامت أساساً لكي تطبق على...

هذا الإبداع النقدي الجديد، للناقد العربي "شاكر النابلسي" يأتي بشيء جديد وهام.. فهذا الكتاب يحمل بين طياته، ميلاد مدرسة غربية نقدية جديدة، هي مدرسة... (النقد الملحمي).

فمنذ عشرات السنوات ونحن نستعمل، ونطبق على أدبنا العربي، مناهج مدارس أجنبية، كانت قد قامت أساساً لكي تطبق على الأدب، الذي نشأت من خلاله ومن أجله..

فكما لا توجد مدرسة سياسية، أو مدرسة اقتصادية تقوم من فراغ، فإنه لا توجد مدرسة نقدية تنشأ وتقوم من فراغ.

فالمدرس السياسية والاقتصادية الغربية والشرقية، نشأت من واقع سياسي واقتصادي، قائم وملموس، لذا فقد نشأت هذه المدارس، لكي تؤطر هذا الواقع وتنتظره، فكيف يتسنى لمجتمع آخر أن يستعمل مثل هذه النماذج بنجاح..؟‍!

لقد قال "موريس غورنيه" الكاتب الفرنسي الاستراتيجي، ذات مرة: (لقد انتهى عصر النماذج والأوثان الجاهزة الصنع.. وعلى العالم الثالث أن يختار نماذجه الخاصة به).

والأدب العربي في حاجة ماسة إلى مدرسة نقدية، منبثقة من واقعه، ونابعة من بين عروق أصالته.. وعلل هذه الدراسة التي بين أيديكم اليوم، لعشرة شعراء عرب محدثين، هي تطبيق كلي وعملي لمنهج هذه المدرسة الجديدة.. مدرسة (النقد الملحمي)، والتي تأتي في هذا الكتاب كنظرية وتطبيق في نفس الوقت.. والتي كان لها جذور في الماضي من خلال أعمال "شاكر النابلسي" النقدية السابقة مثل (النهايات المفتوحة)، و(مذهب للسيف.. ومذهب للحب)، و(المسافة بين السيف والعنق)، وغيرها من الأعمال النقدية.. والتي سوف يكون لها امتدادات أخرى في أعماله النقدية القادمة.