تكمن أهمية شعر الشاعر الفيصل في عاملين رئيسين: الأول: اللغة الشعرية التي استعملها، وهي لغة توسط بين الشعر النبطي الشعبي وبين الشعر الفصيح، وهو ما ... يفضل الشاعر الفيصل أن يطلق عليه "اللهجة المحلية"... إذن، فالشاعر الفيصل جاء بلغة شعرية جديدة غير مسبوقة في الشعر العربي...
تكمن أهمية شعر الشاعر الفيصل في عاملين رئيسين: الأول: اللغة الشعرية التي استعملها، وهي لغة توسط بين الشعر النبطي الشعبي وبين الشعر الفصيح، وهو ما ... يفضل الشاعر الفيصل أن يطلق عليه "اللهجة المحلية"... إذن، فالشاعر الفيصل جاء بلغة شعرية جديدة غير مسبوقة في الشعر العربي المعاصر، بحيث تميز بهذه اللغة فأصبح شعره يحمل دمغة لغوية خاصة به..
والعامل الثاني، وهو المهم، أن الشاعر الفيصل قد أعاد للشعر العربي الحديث عامة والشعر السعودي المعاصر خاصة لغة العشق العذري في القرن الثامن الميلادي، وفي بداية العصر الأموي... بعد أن كان شعراء الغزل العربي المعاصر، وعلى رأسهم نزار قباني، قد أقاموا صروح شعر الإيروتيكا الذي قوض الشعر العذري... ففي الوقت الذي كان فيه الشعراء الغزليين السعوديون المحدثون، الذين يكتبون باللغة الفصحى على قلتهم، واقعين في شباك نزار قباني، كان الفيصل يخط طريقه وحده في هذا المجال، بعيداً عن تقليد الآخرين والسقوط في شباكهم، ويقدم لنا شعراً غزلياً عذرياً جديداً، وهو شعر العشق لا شعر الشهوة، والفرق بين شعر الشهوة وشعر العشق أن شعر الشهوة أقرب إلى الحيوانية منه إلى الإنسانية. ومن هنا كان عنوان هذه الدراسة "عاشق خزامى"، لكي نبرز مظاهر شعر العشق في شعر الفيصل.