في مجموعتها الجديدة "ليل أحلى" تواصل حزامة حبايب الحفر في المناطق النفسية-الحلمية والواقعية- الأعمق في حياتنا وفي تفكيرنا، إنها المناطق ذاتها التي... سبق للكاتبة أن كرستها في مجموعاتها القصصية الثلاث السابقة. لكن الحفر هنا مختلف إذ يذهب، من جهة، في نبش المحرمات والممنوعات...
في مجموعتها الجديدة "ليل أحلى" تواصل حزامة حبايب الحفر في المناطق النفسية-الحلمية والواقعية- الأعمق في حياتنا وفي تفكيرنا، إنها المناطق ذاتها التي... سبق للكاتبة أن كرستها في مجموعاتها القصصية الثلاث السابقة. لكن الحفر هنا مختلف إذ يذهب، من جهة، في نبش المحرمات والممنوعات أعمق وأوسع وأجرأ مما كان عليه سابقاً، ويغدو من جهة أخرى-وهذا هو الأهم-أكثر انشغالاً بالهاجس الفني، وأشد اختماراً وامتلاكاً للرؤية والأدوات في آن معاً.
تمسك الكاتبة أبطالها ، ذكوراً وإناثاً على حد سواء، في لحظة من اللحظات الأشد التصاقاً بالحياة، بحثاً عن ذرة من لذة أو هرباً من جحيم مقيم. قصص "ليل أحلى" سرد كأنه الحياة ذاتها، يضج بالهواجس والأحلام، والشهوات السرية والمقموعة غالباً والمتحققة نادراً، لنسوة ورجال وأطفال نعرفهم جيداً لأنهم...نحن!
نحن في لحظات شديدة العري والانغلاق على الذات، وأمام (الآخر) في صوره المتعددة والمختلفة: الفقير أمام الغني، الذكر أمام الأنثى، الابن تحت مظلة الأم أو الأب الموظف تحت سقف المسؤول الخ.
نحن في بيئتنا الشعبية الأدنى، وفي سلوكياتنا المقززة والمثيرة، وفي تناقضاتنا المأساوية والوقحة في آن.
ونحت في مرايانا الفاضحة، لذا فهي لحظات على قدر من التميز والاختزال والتكثيف، وهذه إضافة نوعية، ليس إلى السرد النسوي وحسب، بل إلى السرد العربي عموماً.