-
/ عربي / USD
لست بصدد التقليل من شأن الجيل الأول المخضرم من الأدباء والفنانين في قطر، فقد كان على ذلك الجيل أن يخضع قسراً لسلطوية ثقافية تقليدية تمنع، بالقوة، نشوء وعي تنويري، وترسخ، بكل الوسائل (العصرية)، قيماً متخلفة منقضية.
فقد تعاضد تعليم ديماغوجي وإعلام ساقط وإدارة مهلهلة واقتصاد ريعي، كل ذلك ساهم بنصيب في استمرارية بيئة محافظة وذهنية متخلفة، ولذلك انكسرت موجات الحداثة الواهنة الواحدة تلو الأخرى، وانسحبت الشرائح المثقفة إلى داخل ذاتها، وعاشت النخبة كامنة في مرحلة التقليد والجمود والتكرار طلباً للسلامة الشخصية والاجتماعية في حقبة تاريخية من الانحسار القومي والارتكاس اليساري وترهل للأحزاب الثورية وسقوط للأفكار الكبيرة أعقبه مد صحوي ديني مشوب بالغلو والعنف والماضوية.
لا نقرر، في هذا الكتاب، حقائق، ولا نقطع بالأسباب، وإنما نود إجراء مقابلة بين ضعف الإنتاج الإبداعي وبين الفشل في تأسيس وعي معرفي وثقافي نظري يتفاعل مع مشكلات المجتمع ومتطلباته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد