-
/ عربي / USD
إن محنة العرب في الأندلس من أكثر المحن في تاريخ الإنسانية إيلاماً وتأثيراً في النفوس، فقد روت كتب التاريخ الكثير عن قهر لشعب وعن ممارسة الغالب جمي... ع أنواع الاضطهاد والتعذيب وهتك الأعراض والتخريب. لكن ذلك لم يكن يدوم إلا أياماً معدودة تعود بعدها سيادة القانون إلى البلاد وتعود الطمأنينة إلى النفوس وتبدأ الحياة سيرها الطبيعي.
أما الاسبان، وهم شعب عرف الحضارة، وله دين سماوي يأمر بالخير والرأفة، والوفاء بالعهد، فقد عقدوا مع الأندلسيين عهوداً ومواثيق أقسموا على الوفاء بها، إلا أنهم خرقوا الميثاق ولم يوفوا بالعهد بعد أن ألقى الشعب العربي سلاحه، وتجرد من أسباب الدفاع عن نفسه، فرحوا يسومون العرب أنواع العذاب واستمروا في اضطهادهم لهم أكثر من مئة عام لم يتركوا خلالها نوعاً من أنواع العذاب والتنكيل والهر إلا نفذوه، وكانت النتيجة أنه عند أواخر عام 1610م لم يبق في الأندلس كلها عربي مع أن المؤرخين يقدرون عددهم في سنة 1000م بما يقارب الثلاثين مليوناً!!
لقد أقام العرب في الأندلس قرابة ثمانمائة عام أشاعوا فيها العدل ونادوا بالمساواة فعاملوا الأسبان معاملة الإنسان للإنسان فلم يدرسوا حق أحد ولم يتعدوا على ملك أحد ولم يهتكوا عرض أحد.
لكن التعصب الأسبان وما استتبعه من أنواع التعذيب والإبادة والقهر والغدر والإذلال لم يستطع أن يجتث من أرض الأندلس أصول الحضارة العربية الزاهرة، التي ما زالت ماثلة لكل ذي بصر وبصيرة شاهدة على أن العرب في الأندلس كانوا بناة حضارة قل أن شهد العالم مثلها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد