هذا الكتاب لا يتناول "الديانات" بل "الفلسفات الشرقيّة"، حيث يتحدّث المؤلف عن فهم "الشرقيّين" لـ"الوجود" و"العدم" و"الصيرورة" و"طبيعة الذات" و"النف... س" و"الواقع" وعن "المنطق" و"نظريّة المعرفة" وعن "الفلسفة المجتمع" وعن "النفس والعالم" وعن "التغيّر والمعرفة".. الخ. وباختصار، فإنّه...
هذا الكتاب لا يتناول "الديانات" بل "الفلسفات الشرقيّة"، حيث يتحدّث المؤلف عن فهم "الشرقيّين" لـ"الوجود" و"العدم" و"الصيرورة" و"طبيعة الذات" و"النف... س" و"الواقع" وعن "المنطق" و"نظريّة المعرفة" وعن "الفلسفة المجتمع" وعن "النفس والعالم" وعن "التغيّر والمعرفة".. الخ. وباختصار، فإنّه يتحدّث عن ميتافيزيقا الفكر الشرقيّ القديم؛ ومن الطريف أنّ القارئ سيكتشف، في النهاية، أنّ بعض المدارس الفلسفيّة في الصين قد سبقت الفكر الجدليّ الهيجليّ إلى القول صراحة بأن لا شيء يستقرّ على حال، وبأنّ الأمور المادية والروحية معاً لا بدّ أن تنتقل إلى أضدادها.
كذلك سيكتشف القارئ أن هذا الفكر، الذي أهمل زمناً طويلاً بصفته فكراً قديماً وشرقيّاً، يضمّ مدارس مثاليّة، وماديّة، وتعدّديّة، وواحديّة، ومدارس مثالية، وماديّة، وتعددية، وواحدية، ومدارس للشكّ الفلسفيّ ترى أنّ من المستحيل معرفة شيء على سبيل اليقين! ممّا يؤكّد أن الفلسفة في الشرق القديم أسبق منها عند اليونان على عكس ما حاولت المركزيّة الغربيّة الأوروبيّة أن تشيعه في الأذهان طيلة عقود من الزمن.
إنّه كتاب ممتع وعظيم الفائدة، لأنّه يضيء على جانب مهمّ من تاريخ الفكر الإنساني، ولأنه يعيد بناء التاريخ بشكل أكثر موضوعية وغنىً.